ظل المرتزقة ومعهم قوى العدوان يصمون آذاننا منذ اشتعال المواجهات في جبهة نهم ، والتي سعى العدوان ومرتزقته من خلالها التقدم صوب العاصمة صنعاء ، والتي أطلقوا عليها اسم (معركة تحرير صنعاء) بشعار (قادمون يا صنعاء) وظل المهرج البحريني محمد العرب يهذي ويعوي بهذا الشعار في تقاريره الإخبارية لفضائيات الدجل والكذب والتضليل (العربية والحدث وسكاي نيوز) والتي ظل حتى بعد تحرير نهم من دنس المرتزقة وعودتها إلى حضن الوطن في سياق عملية البنيان المرصوص يتحدث عن التقدم في جبهة نهم ، ويعوي (نحن هنا أين أنتم) و(قادمون يا صنعاء) ويدعي بأن المرتزقة الذي يسميهم بالجيش الوطني باتوا على مشارف صنعاء من جهة نهم ، ومن جهة بني حشيش حد زعمه ، و(هات) يا (شطحات) و(نطحات) و(بزيط) و(هنجمة كذابة) في الوقت التي تحكي تفاصيل المشهد الميداني عن هزائم نكراء يتعرض لها المرتزقة وخسائر فادحة يتكبدونها يوميا في مختلف الجبهات ، علاوة على الجبهات التي تم حسمها وباتت تحت سيطرة الجيش واللجان وبات الحديث عن تواجد أو تقدم المرتزقة فيها عبارة عن أضغاث أحلام ، ومغالطة مفضوحة تحاول قوى العدوان ومرتزقته من خلالها التغطية على فضائحهم وانتكاساتهم المتلاحقة .
قبل يومين استوقفني منشور فيسبوكي لأحد الزملاء حمل عنوان مقال اليوم ، وهو ما شدني للكتابة تحته ، فالموضوع يستحق التوقف عنده ، وتسليط الضوء عليه ، ففي ظل التطورات الميدانية التي تشهدها جبهة مارب من محوري مارب والبيضاء ، والتقدم الذي يحققه أبطال الجيش واللجان الشعبية على طريق تحرير مارب بدأنا نشهد حالة من التذمر في أوساط المرتزقة في مارب ، وبدأنا نسمع نغمات وشعارات جديدة بديلة لـ (قادمون يا صنعاء)، بعد أن أدرك العدوان ومرتزقته بأن دخولهم صنعاء بات في حكم المستحيل ، ووصلوا إلى قناعة بأن صنعاء بعيدة ، وأن الرياض باتت هي الأقرب للسقوط ، بعد أن تحولت إلى هدف سهل المنال للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ، وصار الكثير منهم مع اشتداد المعارك وتساقط وتهاوي تحصيناتهم والتقدم صوب مارب ، يحزمون حقائبهم ويعدون العدة لمغادرة مارب ولسان حالهم (خاطرش يا مارب) .
حملة نزوح واسعة في صفوف المرتزقة ، وسط انسحاب وتسليم العديد منهم بعد أن أدركوا قرب نهايتهم وسقوط إماراتهم الإخوانجية التي تتخذ من مارب عاصمة لها ، لم يعد هناك حديث أو حضور لشعار (قادمون يا صنعاء) بعد أن باتت صنعاء على تخوم مارب ، ورغم ذلك لا تزال قيادة الإصلاح في مارب تكابر وتعاند وترفض الانصياع لصوت العقل والحكمة والمنطق ، وتصر على المضي في مسارهم الإجرامي التسلطي القمعي الاستبدادي ، وما حصل لأسرة الشيخ محسن سبيعان في وادي عبيدة بمارب خير شاهد على العنجهية والغطرسة والصلف والإجرام الإصلاحي الذي لا نظير له .
حيث يصر العرادة على عمالته وارتزاقه وغيه وإجرامه ، لأنه يدرك جيدا أنه و(شلته) هم المستفيدون من وراء هذا الوضع ، ومارب بالنسبة لهم أشبه بالكنز ، وما (كراتين) الدولارات التي بحوزتهم والتي تم تسريب بعض الصور لها على منصات التواصل الاجتماعي إلا خير دليل على ما تمثله مارب لهؤلاء ، ولماذا يصرون على المواجهة العسكرية ، رغم أن ما نهبوه طيلة السنوات الخمس الماضية كفيل بأن يعيشهم وأولادهم في رفاهية تامة ما تبقى من أعمارهم ، ولكن فيروسات العمالة والخيانة والارتزاق والطمع والجشع تحول دون عودتهم إلى جادة الحق والصواب ، نزولا عند التوجيهات والأوامر الملكية والأميرية السعودية التي تمثل مصيدة لهم ، بهدف الخلاص منهم وتصفيتهم .
بالمختصر المفيد، على (شلة خاطرش يا مارب) أن يستغلوا قرار العفو العام ويعودوا إلى رشدهم ، ما دام في الوقت متسع للعودة ، وأياهم والعناد والمكابرة ، والذهاب خلف (شلة قادمون يا صنعاء) هوامير الفساد الذين قاموا بترميزهم وإعلان الولاء والطاعة لهم ، يقيمون وأولادهم وأسرهم خارج الوطن ، وصار لديهم الاستثمارات والأموال والثروات الطائلة ، وهم بالنسبة لهم مجرد أدوات ومشاريع للموت ، لذا عليهم التقاط الفرصة وتصحيح مسارهم قبل فوات الأوان .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .