من يرى في تطبيعه مع كيان العدو الإسرائيلي ، واعترافه به كدولة ، والدخول معه في علاقات ثنائية ومصالح مشتركة وتحالفات وتفاهمات ثنائية خدمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف يكذب على نفسه وعلى الله ورسوله وعلى فلسطين والفلسطينيين والعرب والمسلمين والعروبة والإسلام ، فلا مصلحة من وراء التطبيع مع هذا العدو المحتل حتى للدول التي سقطت في مستنقع التطبيع والخيانة والعمالة.
في العام 1979م وقعت مصر مع كيان العدو الإسرائيلي معاهدة سلام مثلت بداية للتطبيع بين البلدين ، وفي العام 1980م تم افتتاح مقر للسفارة الإسرائيلية في حي الدقي بالقاهرة ، وفي 26 أكتوبر من العام 1994م التحقت الأردن بمصر في التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي ، وفي 13أغسطس 2020م سقطت الإمارات في ذات المستنقع لتصبح الدولة الثالثة التي تجمعها علاقات بالكيان الإسرائيلي ، في الوقت الذي عملت فيه بعض الدول العربية وتحت ضغوطات أمريكية على فتح مكاتب للتمثيل الدبلوماسي والتبادل الاقتصادي ، بعضها كانت في إطار مكاتب لشركات استثمارية أجنبية ، والبعض في مكاتب خاصة داخل السفارات الأمريكية لديها ، ومنها البحرين والمغرب وموريتانيا وسلطنة عمان وقطر ، وشهدت هذه العلاقات حالة من التوتر خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أبناء الشعب الفلسطيني ، والتي أثارت الشارع العربي حينها ، وتحت ضغط الشعوب التي خرجت في مظاهرات عارمة دعما للانتفاضة الفلسطينية وتنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية تم إغلاق بعض هذه المكاتب في العام 2000م.
وهنا نتساءل: ما هي المكاسب التي حصل عليها العرب من وراء هذا التطبيع ؟! ما الذي استفادته مصر وشعبها ؟! وماذا جنت المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها من علاقتها مع إسرائيل ؟!! هل تحققت لهما الوعود البراقة التي خدعوا بها ؟! وهل تحقق السلام الذي قالوا إنهم أعلنوا تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من أجله ؟!! هل تحقق السلام للشعب الفلسطيني ، وتم الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف رغم كل التنازلات التي قدمها ووافق عليها الجانب الفلسطيني عبر سلسلة ( خديعة مفاوضات السلام ) التي تبخرت في الهواء ولم يلمس المواطن الفلسطيني أي أثر لها ، ولا يزال المحتل الصهيوني يعربد وينكل بالفلسطينيين ويعتقل الآلاف ويهجر الملايين ويواصل مسلسل الإستيطان بوتيرة عالية ؟!!
فكيف بمن يذهب للتطبيع لتمرير صفقة القرن التي تستهدف فلسطين والقدس والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وإقامة دولتهم المستقلة ؟!! ويرى أن ذلك يصب في مصلحة فلسطين ويعزز فرص تحقيق السلام ، ولا نعلم أي سلام وأي مصلحة يتحدثون عنها وقد باعوا القضية برمتها ، وقدموا للعدو الإسرائيلي في أشهر قليلة ما عجز عن الحصول عليه في عشرات السنين ، وسارعوا إلى تقديم فلسطين والقدس على طبق من ذهب ، مقابل وصول مهفوف السعودية وغر الإمارات إلى السلطة تحت الحماية الأمريكية ودعم اللوبي اليهودي الذي نجح في تربيتهما وتنشئتهما بعناية ورعاية خاصة للقيام بهذه المهمة وأداء هذا الدور المخزي والمذل والمهين ؟!!
بالمختصر المفيد: لا مصلحة لفلسطين ولا للقضية الفلسطينية ولا للقدس والمقدسات الإسلامية في تطبيع الإمارات ومن سبقها من الدول العربية ، ومن سيلحق بها ، فالمستفيد هو كيان العدو الإسرائيلي الذي يمتلك أجندة استعمارية استيطانية تضمنتها صفقة القرن ، وأي كلام مغاير لذلك عبارة عن كذب وتضليل وزيف وخداع يتم التسويق له لتبرير التصهين واليهودة الإماراتية.
من يريد مصلحة فلسطين ، فعليه أن يقف ضد التطبيع وصفقة القرن ، ومن يرغب في الصلاة في القدس، فعليه أن ييمم وجهته صوب البوابة الفلسطينية والقدس الشريف لا صوب كيان العدو الإسرائيلي وهيكله المزعوم ، ولا داعي للبيع والشراء في هذه القضية ، فلن يحصد آل نهيان ، إلا ما حصدته مصر والأردن من تطبيعهما مع الكيان الإسرائيلي ، الخزي والمهانة والعار الذي سيظل يلاحقهم عبر التاريخ ، تتناقله وتحكي عنه الأجيال ، جيلا بعد جيل.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.