منذ أن وجد السرطان الصهيوني في جسد الأمة العربية في أربعينيات القرن الماضي وتحديدا في 1948م، ما هي إلا سنوات قليلة حتى ظهر فيروس جديد يساعد على انتشار واستقرار هذا السرطان وهو فيروس التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني.
هذا الفيروس أصبح اليوم أكثر انتشاراً وخطورة لدرجة يمكن أن يصنف بالوباء أو جائحة نظراً لسرعة انتشاره.
فبداية ظهور فيروس التطبيع كان في عام 1979م عندما وقعت مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل في كامب ديفيد لتكون مصر أول دولة عربية معترفة بدولة إسرائيل، وبعدها استمرت مسلسل التطبيع أو فيروس التطبيع العربي الإسرائيلي، فكانت المملكة الأردنية هي ثاني الدول المعترفة بإسرائيل بتوقيع اتفاقية السلام في عام 1994م، وبعدها موريتانيا، وبعض الدول فتحت مكاتب تجارية.
واستمرت الخيانة العربية والبيع للقضية الفلسطينية ومعها انتشر فيروس التطبيع أكثر فأكثر فلم يعد فيروسا بل أصبح وباءً قاتلاً للقضية الفلسطينية والأرض العربية، وذلك من خلال الاعتراف بالدولة الصهيونية على الأراضي العربية، فأصبحت الدويلات الخليجية التي زرعتها بريطانيا لتكون أدواتها لتنفيذ مخططاتها ومشاريعها في المنطقة العربية والإسلامية، وأهم الأعمال التي أوكلت لهذه الدويلات والمشيخات هي حماية ودعم الكيان الصهيوني الغاصب.
وما تشهده الساحة العربية اليوم من سقوط مدوٍ في أحضان الكيان الصهيوني هو تنفيذ للمشروع البريطاني الذي رسمته منذ عقود وأوجدت هذه الدويلات والمشيخات الخليجية، وعينت عليها حكاماً وملوكاً وأمراء خداماً للكنيسة الصهيونية.
وأن اعتراف دويلة عيال زايد ومملكة البحرين مؤخرا بالكيان الصهيوني هو استمرار لتوسع وانتشار لفيروس ووباء التطبيع والخيانة، والذي لن يتوقف عند هذا الحد بل سيواصل انتشاره وتوسعه في بقية الدول الخليجية والسودان والمغرب وغيرهما لأنه لا يوجد عقار يقضي على هذا الفيروس، وكذا لا يوجد أي إجراءات احترازية أو وقائية لإيقاف هذا الفيروس عند حده، ومنعه من الانتشار.
بل إن الأنظمة العربية عبر إعلامها وعلمائها ومثقفيها يعملون على جعل شعوبهم متكيفة ومتعايشة مع فيروس التطبيع لتتقبل بالسرطان الصهيوني في جسد الأمة العربية كخلقة طبيعية لا يمكن استئصاله.