• أثارت كلمة سماحة السيد قائد الثورة، التي ألقاها في الثاني من ربيع الحالي، موجة وعي كبيرة في الأوساط العربية والإسلامية كافة، حتى وصلت أصداؤها إلى شرق العالم وغربه، وفي تقليبي للقنوات قبيل كتابة هذا المقال، لفت انتباهي الحديث من أكثر من قناة عربية وعالمية عن محتوى فكرة السيد عبدالملك حفظه الله، التي تحدث فيها عن ما يتم في الغرب الأوروبي من تجريم من يتعرض لليهود أو الساميّة بينما لا عقاب لمن يتعرض للأديان السماوية والأنبياء بالسوء، كيف غيبت الصهيونية العالمية الوعي والفكر، حتى غدا التشدق بالديمقراطية غطاءً لممارسة الديكتاتورية العالمية الحالية بتدبير الماسونية الصهيونية، وبقيادة أمريكا ودول الحلف المتمثلة بمعظم دول الغرب إن لم تكن كلها.
• رؤية علم الهدى والوارث النبوي السبّاقة، هي ما يوضح ما لا يستطيع العالم رؤيته رغم جلائه وشدة وضوحه، إن ما يتمتع به السيد قائد الثورة من مكنات معرفية إنما هي وهب من الله تعالى، ليتمكن من قيادة الثورة عالمياً ..
• إن كل كلمته في خطاب يوم الإثنين عالمية، وكذلك كل رسالة وكل فكرة عالمية، كما هو المحتفى به، سيدنا ومولانا محمد رسول الله “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله” .. ويأتي ذلك في أهم نقاط الكلمة، منها على سبيل المثال لا الحصر : حديثه عن عالمية طغيان أمريكا وحلفائها الذي طال العالم أجمع، وتألمت منه كافة المجتمعات البشرية، وحديثه عن عار ما ارتكبته فرنسا في الجزائر من قتل طال الملايين، رداً على تعريض الرئيس الفرنسي بالإسلام وذوداً عن الإسلام، حين صمت كل زعماء الدول العربية والإسلامية وتراخَوا وجمدوا، ولم يستثرهم كل هذا التجديف بحق الإسلام بغية تشويهه، حرباً له، وتمهيداً لما هو أقذر من كل الوسائل التي استخدمتها الصهيونية العالمية والماسونية لضرب الإسلام، وحتى تتهيّأ الأجواء العالمية للصمت تجاه ما تقدم وستُقدِمُ عليه قوى الشر العالمي من إجراءات بحق قرابة ملياري مسلم حول العالم، لطمس كل عقيدة وفكر، ومحو كل نور وروح يسريان في جسد حي، ولا أرى – بتقديري – أحداً يستفيد من ذلك كما يستفيد الشيطان نفسه – نعوذ بالله منه – فكل هؤلاء السفلة ليسوا سوى عبدة للشيطان ..
• إن من يتعرض للأنبياء سلام الله عليهم، ولله تعالى نفسه، ( تعالى عما يقولون علواً كبيراً )، ويلحد به، ليس إلا من عبدة الشيطان، ولا يتطلب الأمر سجود ونحو ذلك، ويكفيهم أنهم أطاعوا الشيطان وكفروا بالله تعالى وهو ربهم ..
• في المقابل، فإن وجود أنظمة عالمية تحمي هذه الحُمّى المسعورة ضد الله تعالى وأنبيائه، وضد الدين ومقدساته، بدعوى أنها حقوق يكفلها القانون، وبالمقابل تُجَرِّمُ كل من يتعرض لليهود ولو من بعيد، كل ذلك يحيلنا إلى أن هذه الأنظمة إنما تسير في تيّار الماسونية الصهيونية ( النظام العالمي الخفي ) الذي يدير هذه الأنظمة ويسيطر عليها، ففي حين تنتهك هذه الأنظمة كل حرمة سماوية وإنسانية لكافة المجتمعات البشرية، نجدها تشتطُّ حين يتعلق الأمر باليهود الصهاينة، وتجعل من نفسها حامي حماة الإنسانية، ولا يتعلق الأمر بها وهي تدير مسلسلاتها الدموية في أكثر من بلد عربي وإسلامي، ما يعني أن الحرب على الإسلام في أشد مراحلها، والمسلمون لا يفقهون، وما يعني أن هذه الأنظمة ماسونية صهيونية، وهذا يضاعف من خطر سيطرة اليهود الصهاينة على العالم بسيطرتهم على أنظمة أقوى دول العالم وأكثرها تقدماً وتطورا – من الناحية المادية – .
• لقد بلغت الحرب على الإسلام أشرس مراحلها الآن، ولكن بوجود مخدر موضعي لا يحس ولا يشعر الضحية بشيء من مشارط الجراحين وهم يجرون على الجسد الممدد تجاربهم، ويستأصلون ويستبدلون، وما دام لا يشعر فلن يستيقظ من خدره إلا وقد تغير أو فني .. وهذا ما ينطبق على الأمة الإسلامية، حينما قام الصهاينة بتركيع زعماء العالم ومنهم زعماء البلدان العربية والإسلامية، فقام هؤلاء الزعماء بتركيع شعوبهم، ثم طغت آلة الإعلام العالمي وبثت سمومها، فتخدر جسد الأمة، حتى وصل به الأمر إلى أن لا تخرج مظاهرة واحدة في كل بلد عربي وإسلامي حين تتعرض إحدى مقدساتنا للإهانة والتشويه، وأقول هنا : والله لو خرجت الجماهير الغاضبة في كل بلد عربي وإسلامي عند كل إساءة لتوقفت كل حروب الغرب التي تستهدف الإسلام والمسلمين من عرب وغيرهم، وإنما كان سكوتهم هو الحافز والمشجع لأعداء الإسلام للتعدّي عليه.
• قبل أن يقوم أعداء الإسلام بأي تحرك عدواني ضد المسلمين، إنما يقومون ببث ونشر مثل تلك الإساءات، ثم يقيسون ردود الفعل لدى المسلمين، وهذا ما يكون لهم مقياساً لحجم التحرك التالي حسب ردود الفعل من قبل المسلمين، وهنا أؤكد على دور اليمن بقيادة السيد القائد، ودور كل من جمهورية إيران الإسلامية وحزب الله في لبنان، في كبح جماح التوجهات الاستعمارية الغربية بقيادة أمريكا لمصلحة الصهيونية العالمية المستفيد الأول من مشاريع الشيطان الأخيرة في المنطقة العربية وما حولها، لأهميتها الاستراتيجية عبر التاريخ، ولثرواتها الهائلة، وكذلك لتحقيق حلم إسرائيل الصهيونية المتمثل بعلمها ذي الخطين الأزرقين.
• لا يظن أولئك القاعدون والمنبطحون والخونة وأعداء أعداء الصهيونية وأمريكا وإسرائيل أنهم سينالون الأوسمة والنياشين، ويتربعون المراكز ويحصدون الألقاب، إن ربحت تجارتهم مع أعداء الدين والإنسانية، بل لا يحلموا بذلك أبداً، فلن يعاملوا إلا كالعبيد، لأنهم كذلك، ولن يحصل لهم ما يتمنون، فالقادم ليس كما يتوقعون، وستنتصر قوى الخير بقيادة الملك الجبار رب السماوات والأرض وخالقها، وستخسر قوى الشر بقيادة الشيطان وماسونيته وصهاينته وعرابيده اليهود والمشركين، ( والله غالب على أمره ) .. ولمن لازال يراهن ضد أنصار الله: لست ( مطَبّاً ) في طريقنا، وستواصل المسيرة سيرها، لأن ثورتنا عالمية..