الملك المغربي محمد السادس اعترف بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وانتزع اعترافا أمريكيا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية…بهذا التوصيف قد يقول قائل «مجرد من المبدأ والقيمة الأخلاقية» ،بأن هذا تبادل للمصالح المشتركة اعتراف مقابل اعتراف ، وقد نجد أقوالا مشابهة في ما يخص خيانة ملك المغرب وخيانة غيره ، إلا أن الحقيقة هي أن المغرب خسرت الصحراء الغربية وباعت فلسطين. مقابل وهم موعود بالسيادة على الصحراء.
فإذا كانت أسباب ودوافع الخونة من وراء الخيانات التي يتابعون السير فيها تختلف من خائن إلى آخر ، فإنهم جميعا يعملون على إرضاء الرغبات الأميركية وينفذون أوامر ترامب ويساقون له كالعبيد المطيعة ،وهم جميعا يستمدون شرعيات بقائهم من الرضا الأمريكي.. وقد بات رضا أمريكا مقروناً بالخيانة لفلسطين والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لها.
منذ زمن وكل خونة القضية من رؤساء وعقداء وملوك وأمراء يخونون ويبيعون في قضايا الأمة ويتاجرون بها لتعزيز سطوتهم ودكتاتورياتهم على شعوبهم.
راهنا كل المرتمين في مستنقع التطبيع والخيانة لفلسطين وحتى الذاهبين إلى هذا المستنقع لم يصلوا بعد ينحدرون من أصل واحد هو «تحالف العدوان على اليمن» ، إذ لن نجد خائنا لفلسطين إلا من داخل الدول التي تحالفت وتعاقدت وتعاضدت على شن الحرب العدوانية على اليمن وتدميره وقتل اليمنيين وإبادتهم ، إذ أن الحرب على اليمن كانت وما تزال بدفع صهيوني ، وقد شنها تحالف العدوان ترضية لأمريكا وإرضاء لها.. وراهنا بعد ستة أعوام باتوا ملزمين بأن يعترفوا بالاحتلال الإسرائيلي وأن يفصحوا عن كل شيء ..بما في ذلك خياناتهم المتتالية.
أما الخائن الرابع محمد السادس فيظن انه أشطر الخونة.. فقد حصل على اعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب بسيادته على الصحراء الغربية.. وذلك الاعتراف والانكشاف للدور الصهيوني في مشكلة الصحراء الغربية هو الذي سيخرج المغرب من الصحراء ، وهو ما يجعل من حرب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساروا حرب تحرير وطنية وقومية ونضالاً أممياً سيقف كل الأحرار إلى جانبه.
خيانات ملوك المغرب الذين تعاقبوا على حكمه منذ الاحتلال الفرنسي شهيرة وأكثر من ملك مغربي وجد متلبسا في علاقات مشبوهة مع الصهاينة بما في ذلك ما قام به الملك الحسن الثالث من تجسس على قمة عربية عقدت في الرباط قبيل حرب 67 وتسجيله لوقائع الجلسات وإرسال المعلومات للكيان الصهيوني.. قيل أنها كانت سببا من أسباب النكسة.
سبق المغرب إلى الخيانة ملوك الإمارات والبحرين وعسكر السودان ، وسيلحق بالمغرب ملوك السعودية وملوك آخرون ، وكلهم ينحدرون من الأصل الذي أشرت إليه.. تحالف العدوان على اليمن
ذلك أن التحالف الذي تشارك الحرب على اليمن منذ مارس 2015 لم يكن في حقيقته إلا تحالفا صهيونيا يخوض حرب إسرائيل ولمصالحها وبحساباتها ، وقد كانت جامعة الدول العربية وقمة العرب في شرم الشيخ واجتماع زعماء العرب والبرلمان العربي وكل الجمعيات والمنظمات والفعاليات والاتحادات المذيلة بالعرب ، منصات صهيونية تطلق سعار الحرب العدوانية على الشعب اليمني وتكشف عن الحال الراهن للحكومات والأنظمة والدول والمنظمات والجمعيات والاتحادات
وحتى الزعماء العرب ، وكيف انهم أصبحوا جواسيس وعملاء محترفين لنتنياهو وترامب..وبأشكال وألبسة وعقالات عربية.
لقد كانت عناوين الدفاع العربي والتضامن العربي المشترك والأمن القومي العربي التي تصدرت وسائل الإعلام والصحافة العربية غداة إعلان الحرب على اليمن 27 مارس 2015م ، عبارة عن أكاذيب صفراء وقحة تعكس التلبيس للصهيوني بالعربي والعكس ، تلبيس كشفته مراسم التطبيع والخيانة وحفلاتها الممتدة من الإمارات شرقا حتى المغرب العربي غربا ، وهذا يكفي لإثبات أن الحرب على اليمن أصل العرب ومعقلهم الأول حرب صهيونية يهودية بامتياز يشنها تحالف صهيوني أمريكي أيضا ، كل من يقاتل في صف هذا التحالف أيا كانت جنسيته أو هويته هو إسرائيلي بدرجة عميل ، وكل مرتزق يمني انخرط في صف العدوان وأيده بأي شكل من الأشكال فهو والجندي الصهيوني في صف واحد وجبهة ومترس واحد ..فاختاروا لأنفسكم الموقف الصحيح قبل فوات الأوان.