بفرحة كبيرة يودع العالم عاماً امتلأ بالنكبات التي لم يعرفها من قبل.. ينتظر الناس انتهاء السنة بفارغ الصبر كأنهم خارجون من عنق زجاجة، لاعتبارهم أن من نجا من كوارث 2020م وخرج منها بأقل الأضرار فهو إنسان محظوظ. رغم أنهم تفاءلوا به واحتفلوا بـ2020 كونه رقماً مميزاً.. لقد كان مميزاً بالفعل.
وبكآبةٍ ينتظر الناس دخول العام الجديد الذي يبدو أنه جاء ليكمل ما ابتدأ في العام المنصرم، فقد تناقلت الأخبار ظهور فيروس كورونا جديد وأكثر تطوراً من الفيروس السابق، ولا يعلم أحد ماذا تخبئ لنا الأيام، فربما نقول: سلام الله على فيروس كوفيد19.
نجونا في العام الماضي، بينما العالم بقي مرتبكاً، وتأثر اقتصادياً وسياحياً وسياسياً وإنسانياً, فلم يعد لدينا ما نخسره، واعتدنا على مطاراتنا ومنافذنا المغلقة من قبل العدوان، الذي حاول إدخال الفيروس إلى اليمن بطرق كثيرة، لكنه فشل كما هي عادته عشنا الأحداث الماضية بقليل من القلق، وكثير من اللامبالاة، ليقيننا أنه لن يحدث لنا أكثر مما أحدثته صواريخ وقنابل وبارجات العدوان السعودي الإماراتي الذي دمر اليمن وفعل فيها ما لم تفعله الحربان العالميتان في الدول التي اشتعلت فيها، من القصف والطلعات الجوية والبحرية. عدوان قذر كشف عن سوءة خليجية قبيحة لن يسترها شيء بعد كل هذا.
مطاراتهم ومنافذهم الآن أغلقها فيروس صغير، وعطَّل موسم الحج المنصرم، وخفض من نشاطاتهم الاقتصادية ودخلهم القومي.. ولن أقول إن الله ينتقم لليمن وضحاياها منهم، لأن الانتقام لن يكون بهذا الحجم مقابل ما فعلته أحقادهم باليمن، هذه الأحقاد التي رضعوها مع أبوال الإبل، وتناقلتها جيناتهم منذ جدهم عبدالعزيز، الحاقد الأكبر على اليمن وحضارتها وإنسانها.
لم نعد في موقف المستجدي أو المطالب بالرأفة وإيقاف الحرب بقدر ما أصبحوا هم يستجدوننا التوقف عن إطلاق الصواريخ، ويرسلون الوساطات لإيقاف إطلاق النار. لذلك، سنقف في موقف المتفرج نراقب ما يجري إلى أن يغرق فرعون نجد والحجاز ويقضي الله أمراً كان مفعولاً، فنحن نثق بعدالة الله. وسنحتفل ونحنِّي أيدينا، ونجعل من يوم السقوط السعودي عيداً لأولنا وآخرنا، فما فعلوه لم يسبق له مثيل من الحقد في التاريخ الإنساني بأكمله.
* نقلا عن : لا ميديا