غادر الرئيس الأسود البيت الأبيض غير مأسوف عليه بعد الذي كان من ثمان سنين عجاف – على العرب – لا فرق بين ثعالبهم وبين ذيولهم وبين الجامحين على طريقة الديناصور قبل أن ينقرض .
· احتفل المتشيعون بمسخرة الربيع العربي بصورة أوباما وعائلته الصغيرة ليس ترحيبًا بترامب الذي استخدم مع الجميع الكرباج الناعم قبل الفوز وبعد وصوله إلى البيت الأبيض وإنما احتفلوا ليبرروا ربيعهم الخائب مفسرين الماء بالماء ، وبأن أوباما غادر الرئاسة بسلام ، متناسين أن الذي قام به أوباما يقوم به كل رؤساء العالم المتحضر في دنيا المادة والمصالح تجاه شعوبهم.
· لقد كان الرئيس الأمريكي أوباما الأسوأ بسواد مواقفه التي هدمت ما تبقى من أحلام شعوب عربية ابتليت بقيادات معجونة بفساد الذمة، وفساد الرأي والقرار والنزوع إلى قتل ذوي القربى ، وابتليت بسياسات صهيونية انتهازية لا تقيم وزناً للعدالة ولا للدماء.
· استطاع أوباما بأصوله الأفريقية ومسحته السوداء ابتداء من خطابه في جامعة القاهرة عقب توليه مقاليد الرئاسة في البيت الأبيض أن يضع الأمة العربية والإسلامية كلها في مكان الزوجة المخدوعة فكان ما كان ويكون من الدمار .
· وها هو يغادر البيت الأبيض بعد أن أشرف على تمزيق أمة بأكملها .. مرة بربيع الفوضى وإسقاط الدول تحت شعار إسقاط الأنظمة، ومرات بإثارة الحروب الأهلية والمذهبية والطائفية لتكون المفاجآت الصاعقة هذه الرعاية الأمريكية لتنظيمات القاعدة وداعش وغيرها من المسميات .
· وليس في الذي يتعرض له اليمن من عدوان بالطائرات ومختلف أسلحة الإبادة الأمريكية إلا مثلاً على ثمان سنين من إدارة وصناعة الصراعات والحماقات الغامضة في التخريب والقتل واللعب بالخيوط في أجواء من الجمود العسكري والسياسي والفرجة المنافقة على شلالات الدماء ، قابل ذلك فوز الأمريكيين بقرابة 40 مليارا انفقتها دول الخليج على مشترياتها من السلاح الأمريكي خلال العام الماضي وحده ، كأحد الأمثلة على خيبة العربي المتورم حينما يحقد على أبناء جلدته وشركائه في الدين واللسان ..!
· لقد نطق الغراب قبل ثمان سنين من جامعة القاهرة ولم نستكمل البيت الشعري ” فأين الخير ” وإنما استمرأنا لعبة الاستسلام داخل غيبوبة الزمن وسط أسئلة الذين ما تزال في وجوههم مسحة من حمرة الخجل.
· وماذا بعد أيها العربان من خليج ظلم ذوي القربى إلى محيط الفرجة ؟