يمعن العدوان ومرتزقته في ارتكاب المجازر والجرائم بحق المدنيين الأبرياء في الحديدة ، في انتهاك سافر لاتفاق السويد ذات الصلة ، خروقات يومية لا تتوقف ، وانتهاكات متواصلة على مرأى ومسمع البعثة الأممية والمبعوث الأممي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، تهديدات خطيرة تضع اتفاق السويد في دائرة الاستهداف الذي يهدده بالسقوط والفشل والانهيار التام ، الذي يعيد الأوضاع في الحديدة إلى مربع الصفر ، وخصوصا عقب معاودة الطيران الحربي والتجسسي شن غارات جوية على مناطق متفرقة من المحافظة ، وعقب جريمة استهداف صالة أعراس نسائية بمديرية الحوك بمدينة الحديدة ، والتي تعد مؤشرا على تنامي النزعة العدوانية لقوى العدوان والمرتزقة ، وسعيهم الدؤوب لإفشال أي جهود مبذولة لتنفيذ اتفاق السويد .
والغريب أن هذه التطورات الخطيرة لم تحظ باهتمام ومتابعة المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي ما يزال غير مكترث لتداعيات الخروقات والانتهاكات التي يرتكبها العدوان ومرتزقته في الحديدة ، حيث يذهب للانشغال بمواضيع وملفات هامشية لا تنسجم وطبيعة المهام الموكلة إليه ، ففي الوقت الذي كنا في انتظار تحرك غريفيث صوب الحديدة للوقوف على التطورات الخطيرة التي تشهدها في ظل الانتهاكات الأخيرة والتي تهدد بنسف اتفاق السويد ، شد رحاله صوب عدن والتي وصلها جوا عقب استهداف مطارها الدولي بقصف صاروخي من قبل الإمارات وأذنابها غداة وصول حكومة السفير السعودي إليه قادمة من عاصمة العدوان الرياض ، وهناك التقى بحكومة السفير وناقش معها تداعيات التفجيرات التي عمل المرتزقة على إلصاق التهمة بأنصار الله بالوقوف خلفها ، رغم النفي القاطع من قبلهم لأي صلة لهم بها ، ولكن حكومة السفير السعودي عملت على إبعاد التهمة عن الإمارات وأدواتها ، تنفيذا لتوجيهات أسيادهم والتي تهدف إلى خلط الأوراق ، ظنا منها بأن اتهام أنصار الله بالتورط في التفجيرات التي ضربت المطار ، سيوحد فصائل ومكونات العمالة والخيانة والارتزاق وسيدفعها لمواجهة الجيش واللجان الشعبية تحت قيادة واحدة .
ولكن المعطيات التي توفرت بشأن ملابسات الحادثة ،أثبتت كذب ودجل وتضليل رواية حكومة السفير السعودي تجاه الطرف المتورط فيها ، ووجهت أصابع الاتهام نحو الطرف المتورط فيها ، حيث كشفت تحليلات العديد من الناشطين الجنوبيين عن وقوف الإمارات وأدواتها وراء الحادثة ، التي تم التعتيم على نتائج التحقيقات التي قامت بها مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي بمعزل عن حكومة السفير السعودي ، التي اكتفت باتهام أنصار الله ، وإقامة معرض مصوَّر للأضرار والخسائر والضحايا التي خلفتها التفجيرات الثلاثة التي استهدفت مطار عدن والتي تحمِّل أنصار الله المسؤولية تجاهها ، اصطحبوا غريفيث لزيارته والاطلاع على محتوياته ، في تقليد للمعارض التي يقيمها الكيان السعودي عقب العمليات النوعية التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التابعة للقوات المسلحة اليمنية والتي تستهدف المنشآت الحيوية والاستراتيجية السعودية .
بالمختصر المفيد، هروب المبعوث الأممي عن القيام بمهامه ومسؤولياته المنوطة به المتعلقة باتفاق الحديدة ، دفع رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام إلى توجيه انتقادات لاذعة له ، وزياراته الشكلية وإغفاله للقضايا والملفات الشائكة والهامة والتي تتطلب منه تحركات عاجلة وتدخلات جادة من أجل معالجتها ، وفي مقدمتها ملف الحديدة، حيث أشار إلى ذلك بقوله : ( ينشغل المبعوث الأممي بالشكليات والزيارات فارغة المحتوى للتغطية على استمرار العدوان والحصار ويتجاهل المعاناة الإنسانية الكبرى التي يعانيها أبناء الشعب ) فالمبعوث الأممي غير معني بصراع المرتزقة وخلافاتهم الثنائية وتصفية الحسابات فيما بينهم ، فهذه ليست من مهامه ، المطلوب منه تحريك المياه الراكدة في ملف اتفاق الحديدة الذي من أجله تم تعيينه مبعوثا لليمن ، وتم تعيين بعثة أممية بالحديدة لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد ، والوقوف على الانتهاكات والخروقات التي يرتكبها تحالف العدوان ومرتزقته في الحديدة ، والتدخل لإيقافها والشروع في تنفيذ الاتفاق ، الذي طال انتظار تنفيذه ، في ظل تلكؤ ومماطلة المرتزقة وأسيادهم والذي يمثل وصمة عار في حقه ، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي.