عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
المرتزقة وتقريرُ فريق لجنة العقوبات
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 13 يوماً
الأحد 07 فبراير-شباط 2021 06:37 م


بدأت أحداث 2011م تلقي بظِلالِ الفرز والتمايز وتعمل على تفكيك البُنى التي كانت تبدو حينها أنها أكثرُ تماسكاً وتفاعلاً مع لحظتِها الثورية التي جاءت من الفراغ لتبدع فراغاً أشد وأنكى من ذلك الذي كانت عليه اليمن قبل 2011م.

الذين تحدثوا كَثيراً عن اللهِ سبحانه وتعالى ومحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وبكوا واستبكوا ووقفوا واستوقفوا جفّت منابع دموعهم الآن بعد أن شاهدوا في الأفق شلالات الحنين تتدفق في مصب أنهارهم الجارفة، والذين شغلوا الشاشات تنظيراً ونقداً واشتغالاً ذهنياً على المصطلحات الفلسفية الكبيرة لم يكن حظ الوطن منهم إلَّا قصيدة رثاء طويلة تبكي المآلات والمصير المجهول، والذين تحدثوا عن العمالات وشبكات التجسس لم يكونوا إلَّا أوفرَ حظاً من سواهم في العمالة والخضوع، والذين لعنوا الفساد وأعلنوا التطهر والشرف فاحت روائحهم النتنة في الصحافة الوطنية كأشد الناس استغراقاً فيه. فالتباس المفهوم دال على جوهر الواقع وحقيقته وما يحدث لا يمكننا السكوت عليه أَو تبرير واقعه؛ لأَنَّه يحفر في صميم التجربة الوجودية وينخر في الجسد الوطني العام ويهدّد المستقبل بالفناء والارتهان وبالخروج من دائرة الحياة والوجود، ذلك أن أسئلة الوجود التي بدأت في القرن الماضي مع بداية عصر النهضة وتواترت ما تزال هي ذاتها تحاصر الإنسان المعاصر.

فالتأخر والشعور بالهزيمة والشعور بالاستهداف من الآخر قضايا ما تزالُ عالقةً في مسار الفكر العربي الوجودي ولم يحسم جوهرها الموضوعي حتى الآن، ذلك أن الإنسان العربي ما يزال يعيش واقعاً ضبابياً تتنازعه فيه الأمواج والتيارات ولم يصل إلى الحقيقة الكامنة في ذاته والقادرة على تفجير كُـلّ الإمْكَانات وتوظيفها بما يحقّق له الوجود والندية وتجاوز وهم الهزيمة والاستهداف والشعور بالنقص.

لقد شغلتنا الصحافة السيارة للقوى السياسية التي صادرت أحلام الشباب في 2011م بقضايا الفساد واتخذت منه مطية لكي تبدع فسادا غير مسبوق في تاريخ الشعوب فقد كشف تقرير لجنة العقوبات الدولية شبكة الفساد والغول الذي يعيث دماراً وخرابا وفسادا، وقد دلت عليه بواطن الخطاب السياسي للقوى السياسية التي تتخذ من ولائها ومساندتها لقوى العدوان الدولية على اليمن مطية لممارسة أبشع أنواع الاحتيال على مقدرات اليمن وعلى قوت أبنائه.

وقد أظهر تقرير خبراء فريق العقوبات بمجلس الأمن الخاص باليمن بواطن المشروع السياسي الذي تشتغل عليه القوى السياسية التي ذهبت إلى الساحات عام 2011م ومن ثم ذهبت إلى الرياض عام 2015م عند بدء العدوان على اليمن وقد قال التقرير: إن الفساد مكن مجموعة قليلة من كبار المسؤولين بالبنك المركزي بعدن والحكومة مع كبار رجال الاعمال وخص بالاسم مجموعات بيت هائل سعيد أنعم بالاستيلاء على وديعة تقدر بمليار دولار لدعم استقرار الاقتصاد في اليمن خوف وقوع كارثة إنسانية؛ بسَببِ العدوان حتى يبلغ غاياته دون حدوث ضغوط عليه، وفي المقابل تحدث الإعلام العالمي عن شراء بعض كبار المسؤولين في حكومة الرياض لعقارات في تركيا وماليزيا وإندونيسيا وفي باريس فضلاً عن الشركات الكبرى ومصانع الحديد والصلب.

وبذلك يكون اليمن قد عرف اليوم من يتاجر بمصيره وكرامته وبمقدراته ليبني أمجاده، ومن يريق الدم على ثراه الطاهر ليدفع عنه شرور الطغاة والمجرمين ويحافظ على كُـلّ مقدراته من السطو والمتاجرة والبيع.

لقد أسفرت الصورة اليوم عن نفسها، أسفرت عن فريقين، فريق بصنعاء يرى اليمن وطنا للقلوب ويدفع عنه شرور الغزاة والمعتدين، وفريق آخر بالرياض يرى اليمن وطناً للجيوب وقد قال تقرير لجنة العقوبات وقالت التقارير الإعلامية في الصحف العالمية بما بكفي ليميزَ الناس ويعرفَ الشعبُ من الذي يدافع عنه ومن الذي يقتات على مآسيه وأوجاعه ويشيع الفساد في الأرض.

 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمجيد التركي
ثورة الخلافة
عبدالمجيد التركي
إبراهيم الوشلي
قطعة حلوى..!
إبراهيم الوشلي
عبدالفتاح حيدرة
خدمة «إسرائيل» جوهر أمريكي
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح حيدرة
إلى أحرار وشرفاء الجنوب
عبدالفتاح حيدرة
د.سامي عطا
منطق أعوج!
د.سامي عطا
شارل أبي نادر
وقف الحرب على اليمن.. هل يشمل وقف التدخل وفك الحصار؟
شارل أبي نادر
المزيد