المزايدون علينا باسم ثورة 11 فبراير وهم في تركيا والرياض ومصر وأمريكا: املأوا أفواهكم تراباً واسكتوا، فأنتم لم تعيشوا لسنوات دون غاز وبترول وكهرباء.. ولم تجربوا معنى القصف وسقوط الصواريخ بالقرب منكم.. لم تعيشوا الخوف والجوع الذي نعيشه.. ولم تعيشوا سنوات بدون مرتب، وتركتم اليمن في شدة محنتها.
أشعلتم الفتيل وذهبتم إلى الفنادق للنوم تحت الدفايات وعلى مخدات الريش، وتتحدثون أنكم ثوار وناشطون!
الزنداني وحاشيته، وعلي محسن وحميد الأحمر، ومن والاهم من المثقفين والإعلاميين والصحافيين، لماذا لم يجلسوا مع الناس ليشاركوهم مخرجات الثورة ونتائجها؟
منطقهم: إما تكون مع ثورة فبراير فأنت وطني وحداثي وعميق.. أما إن كنت متذمراً منها فإن إيمانك ضعيف بأن الثورة مستمرة وأنها ستنجح ولو بعد 200 سنة، والصبر جميل. وإن انتقدتها فأنت حوثي، وإن كفرت بها فأنت عفاشي.. بل لا يجوز لك انتقاد الثورة مطلقاً.. متى سنكون يمنيين؟!.
صعتر والزنداني وفؤاد دحابة والأضرعي واليدومي وغيرهم الكثير من حزب الإصلاح كانوا يستلمون مرتباتهم بالريال اليمني.. قامت الثورة فذهبوا إلى فنادق الرياض وصاروا يستلمون مرتباتهم بالريال السعودي، بينما هنا شعب كامل بدون مرتبات يواجهون صواريخ العدوان.
كنت أتمنى أن يستشهد واحد من رموز الثورة، مثل الزنداني أو حميد الأحمر أو علي محسن أو توكل كرمان.. ما حدث أن الشباب ضحوا بأرواحهم صادقين، ففازت توكل كرمان بجائزة نوبل، ووصلت للجائزة على طريق مفروش بالدماء، وذهب الآخرون إلى دول الجوار ليستثمروا أموالهم ويتفقدوا شركاتهم وعقاراتهم، ويباركوا العدوان على اليمن. بل ذهب صعتر إلى القول إن هذا التحالف على اليمن جاء بأمر الله، وأن اسمه تحالف وليس عدواناً كما يزعم البعض.
كان أهم هدف عند ثوار فبراير هو إسقاط النظام، ولم تكن لديهم رؤية ولا خطة لما بعد إسقاط النظام. فأي ثورة ستنجح وقائدها الأضرعي، وخطيبها دحابة، والمبشر بدولة الخلافة عبدالمجيد الزنداني؟
لا أؤمن بأي ثورة يقودها رجال الدين وترتفع فيها شعارات دولة الخلافة. فالثورة إن لم تكن ثورة لأجل الإنسان فهي مجرد صفقة مدفوعة الثمن.
* نقلا عن : لا ميديا