|
الحرب على اليمن، من أوباما إلى بايدن.. هل آن الأوان لإيقافها؟
بقلم/ محمد صالح حاتم
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 10 أيام الأربعاء 10 فبراير-شباط 2021 07:32 م
هاهو الرئيس الثالث لأمريكا يدخل البيت الأبيض وما تزال الحرب على اليمن متواصلة، وخلفت أكبر كارثة إنسانية في العالم.. فهل حان الوقت لإيقاف الحرب ورفع الحصار؟
في السادس والعشرين من مارس 2015م، أُعلن من العاصمة الأمريكية واشنطن شن ّعاصفة الحزم على اليمن بدعوى إعادة الشرعية، في حينها كان رئيس أمريكا الديمقراطي باراك اوباما، واستمرت الحرب في عهده ما يقارب عامين، ارتكبت خلالهما أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني، وبعد انتهاء ولايته ومجيء الجمهوري ترامب إلى البيت الأبيض لم تتغير مجريات الأمور في اليمن بل ازدادت سوءاً وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية في اليمن، واستمرت الحرب والعدوان وبدعم ومشاركة أمريكية علنا ، بل شهدت ولاية ترامب بيع أكبر صفقات الأسلحة للسعودية والإمارات تجاوزت قيمتها450 مليار دولار، وظل ترامب يبتز السعودية والإمارات ويهددها بدفع المليارات إن هي أرادت استمرار حماية أمريكا لها، فقد حقق ترامب لأمريكا الكثير من المكاسب المادية من وراء الحرب على اليمن، بل لقد استغلت الإدارة الأمريكية الحرب والعدوان على اليمن بضغوطات على السعودية والإمارات وبعض الأنظمة التي شاركت في التحالف الدولي بضرورة إعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف الكامل بدولة إسرائيل، وهو ما تحقق بالفعل في الأيام الأخيرة لولاية ترامب من خلال إعلان التطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة وبين الكيان الصهيوني من جهة أخرى.
وقبيل مغادرة البيت الأبيض بساعات، أعلنت إدارة ترامب تصنيف جماعة أنصار الله جماعة إرهابية والهدف، هو حلب ما تبقى من الضرع الخليجي وجني الأموال من وراء هذا القرار، مقابل استمرار معاناة اليمنيين رغم أن القرار لا يخدم السلام في اليمن والمنطقة بقدر ما يعيق أي محاولة لتحقيق السلام الدائم والشامل، ويرفع معاناة ملايين اليمنيين، رغم وصول الإدارة الأمريكية إلى قناعة تامة بأن الحرب على اليمن فشلت ولن تحقق أهدافها، وأن تحالفها العسكري فشل، بل وأصبحت السعودية في موقف محرج وتريد الخروج من المستنقع اليمني، وتجنب الضربات الصاروخية والطيران المسيّر للجيش اليمني لمنشآتها الاقتصادية وقواعدها ومعسكراتها التي أصبحت عاجزة عن ردعها أو التمكن من صدها بالمنظومات الدفاعية الأمريكية والبريطانية.
ومع دخول الرئيس الديمقراطي جو بايدن البيت الأبيض ومغادرة سلفه الجمهوري ترامب، تعالت بعض التصريحات في أمريكا بضرورة وقف الحرب على اليمن وضرورة إيقاف الدعم الأمريكي للسعودية في حربها وعدوانها على اليمن، فكان خطاب الرئيس بايدن أمس الأول الخميس، في وزارة الخارجية الأمريكية حمل معه بعض التلويحات بضرورة إيقاف الحرب، وإعلانه إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية في حربها على اليمن.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، مُعلنا وقف دعم واشنطن العمليات الحربية في البلاد التي مزقتها الحرب.. وأنه وجّه بفرض هدنة.
أشار بايدن في خطابه، إلى استمرار بلاده في دعم ومساندة السعودية في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها، فهذا القرار الأمريكي لم يأت حبا في الشعب اليمني بل جاء بهدف حماية المصالح الأمريكية في السعودية والتي أصبحت في خطر جراء ضربات الصواريخ اليمنية والطيران المسير والتي استهدفت بعدة ضربات منشأة أرامكوا والتي تعتبر الضرع الحقيقي لأمريكا، كذلك فإن الإدارة الأمريكية تريد تجميل الصورة الأمريكية وإعادة مكانتها وهيبتها في المجتمع الدولي بعدما اهتزت وخسرت سمعتها في عهد ترامب، وخاصة في ما يخص حقوق الإنسان والديمقراطية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما وراء إعلان بايدن تعيين تيموثي ليندركينج مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، هل يعني اللّا حرب واللّا سلام في اليمن؟
هل يعني توقف هجمات تحالف العدوان واستمرار دعم التحالف لقوات هادي والزبيدي بالمال والسلاح لتستمر المواجهات في الجبهات الداخلية بين الجيش اليمني ولجانه الشعبية وبين هذه القوات، ويستمر المبعوث الأمريكي في عقد عدة جولات مكوكية بين الرياض وأبوظبي وعدن وصنعاء بدعوى وقف الحرب بين اليمنيين وتحقيق السلام، أما أن الهدف انهاك ما تبقى من قوى الشعب اليمني، وتفكيك نسيجه الاجتماعي؟!
الأيام القادمة كفيلة بكشف ما تبقى من الحقائق وإظهار حسن أو خبث النوايا الأمريكية. |
|
|