مصافي عدن أول شركة مصافي في الشرق الأوسط بناها البريطانيون بداية الخمسينيات خلال فترة احتلالهم للمحافظات الجنوبية، حيث تعتبر من المنشآت الاقتصادية الاستراتيجية اليمنية العملاقة، هذه المنشأة الإيرادية الهامة باتت هدفا لمافيا النهب والفيد والاستغلال التي يقودها الفار عبدربه منصور هادي، الذي يسعى للاستحواذ عليها وضمها إلى أملاك شريكه ومستشاره للشؤون الاقتصادية حوت الفساد والفيد المرتزق أحمد صالح العيسي الذي تربطه شراكة بالجنرال العجوز علي محسن الأحمر.
تقارير مغلوطة مدفوعة الثمن قامت مافيا الفساد بصياغتها تتحدث عن تدهور مزعوم لمصفاة عدن، وتعرضها لخسائر مادية كبيرة كانت بمثابة الذريعة التي تتيح للعصابة التي يقودها الدنبوع هادي التي تدعي أنها تمثل الشرعية والإرادة اليمنية بيعها وخصخصتها لحساب القطاع الخاص وبالتحديد أحمد العيسي أحد أباطرة الفيد والاستغلال والفساد، في توجه لتسليم هذا الهامور ملف النفط في الجنوب وتمكينه من احتكار المشتقات النفطية والمتاجرة بها.
مصفاة عدن التي تعد من أنجح المنشآت والشركات الوطنية ذات الربحية الكبيرة لم تتعرض لأي خسائر على الإطلاق، فخزاناتها مؤجرة لحساب العيسي الذي يعمل لحساب هادي وعلي محسن، ولها مديونية هائلة تصل إلى عشرات المليارات لدى العديد من الجهات الحكومية والخاصة من بينها و35 مليار ريال مديونية مستحقة لدى شركة النفط اليمنية، وهناك تعمد واضح لاستهداف هذه الشركة وتعطيل عملها بغرض خلق مبررات لخصخصتها، لهوامير النهب والفيد والاستغلال.
يتذرعون بعجز الدولة عن صرف مرتبات العاملين فيها، رغم أن إيراداتها قادرة على تغطية النفقات والمرتبات بكل أريحية، ولكن المخطط يتطلب هذا السيناريو القذر الذي لا يراعي المصلحة العامة للوطن، ولا يعير تداعيات مثل هذا القرار على الاقتصاد الوطني وأوضاع العاملين في هذه الشركة العملاقة التي باتت اليوم أشبه ب (جوهرة ثمينة بيد فحام) فحام سارق يدرك قيمتها وأهميتها، ولكنه يتعمد تشويه صورتها والتقليل من قيمتها ودورها من أجل استرخاص قيمتها ليتسنى له السيطرة والاستحواذ عليها والاستفادة منها لحسابه الخاص.
أكلوا الأخضر واليابس، نهبوا الثروات، واستولوا على الأموال، ومدوا أيديهم للغزاة المحتلين، ولهم باعوا الوطن والشعب، ومع ذلك لم تشبع بطونهم ولم يتوقف جشعهم وظلوا أشبه بجهنم (هل من مزيد) يدركون أهمية ودور مصافي عدن، لذلك قرروا التآمر عليها وإخضاعها للخصخصة الموجهة والمرسومة لحساب العيسي واجهتهم المالية و الاقتصادية.
شغل عصابات الفيد والنهب والاستغلال القذر للسلطة، سلطة العمالة والخيانة والارتزاق، سلطة البيع والشراء لكل ما هو جميل في هذا الوطن، يلهثون خلف مصالحهم ويسخرون كل ما لديهم من سلطات لخدمتها، يبيعون ممتلكات الشعب بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء، ويدعون الوطنية وينصبون أنفسهم الحراس الأمناء على البلاد والعباد، لا محاذير ولا محظورات ولا خطوط حمراء لديهم، مصالحهم فوق كل شيء، ومن أجلها يتجاوزون الأنظمة والقوانين ويرتكبون المخالفات الجسيمة، ويرون في ذلك مصلحة للوطن.
بالمختصر المفيد، من باعوا الوطن والشعب وتاجروا بكل ثرواته ومقدراته، وتنكروا لكل ما منحهم إياه من عطايا وخيرات، من الهين عندهم بيع مصفاة نفط، مادامت ملكيتها ستنتقل من ملكية الشعب إلى ملكيتهم الخاصة، هؤلاء أدوات رخيصة تنخر في الجسد اليمني، لا خير منهم يرتجى للوطن والشعب، هؤلاء مدعاة للعار والفضيحة، ونماذج قذرة للعملاء والخونة والمرتزقة، تخجل العمالة و الخيانة من خيانتهم وعمالتهم، لم يتركوا أي منقصة إلا وقاموا بها، نزع الله من وجوههم الحياء، لذا لا نعجب من تعاقب فضائحهم الواحدة تلو الأخرى، فقد صاروا للفضيحة والعار عنواناً، فمن هان عليه بيع وطنه وأرضه وعرضه، هان عليه بيع ما سواه.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.