“نظير الرئيس في المملكة هو الملك وليس ولي عهده” هذه العبارة هي خلاصة مستقبل العلاقات بين الرئيس الأمريكي الجديد وولي العهد السعودي محمد ابن سلمان الذي كان في عهد مجنون البيت الأبيض ترامب فوق الملك والمملكة..
هذه الخلاصة أتت على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض لكن الأمر بالتأكيد لا يقتصر على الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات المفترضة..
الهدف الحقيقي من بداية عصر “بايدن” بهذه العبارة هو لتهيئة الرأي العام السعودي والدولي لفكرة إزاحة “المهفوف” محمد ابن سلمان الذي ظن أنه لم يبقى بينه وبين عرش ابيه إلا وفاته أو التخلص منه بطريقةٍ أو بأخرى..
ضرب ابن سلمان الأسرة السعودية الحاكمة في مقتل في كل رجالاتها فقط ليجعل من نفسه الوريث الشرعي الوحيد لملك ابيه بلا منافس لكن رياح التغيير في العالم ربما ستأتي بما لا تشتهيه سفن المهفوف ومخططاته..
تؤكد صحيفة الـ”جارديان” إن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترغب بتهميش ولي العهد السعودي في وقت يتساءل فيه المحللون عن أهداف السياسة الجديدة..
بحسب الصحيفة البريطانية فإن قيام الولايات المتحدة بـ”تغيير نهجها” في تحول عن سياسة دونالد ترامب يقتضي تحجيم التواصل مع ابن سلمان الذي كان في عهد ترامب هو البوابة الوحيدة للولوج الأمريكي الى المملكة..
وفقاً لكبير محللي السياسة في معهد بروكينغز الأمريكي بروس ريدل فإن بايدن يرسل رسالة واضحة إلى العائلة السعودية الحاكمة “أنه طالما بقي محمد بن سلمان وليا للعهد فستتم معاملة السعودية كدولة منبوذة”..
يقول “ريدل” المحلل السابق في المخابرات الأمريكية بأنه “لا أعرف ما تفكر به الإدارة الحالية لكن النتيجة الأفضل للسعودية هي إزاحة ابن سلمان من المشهد السياسي السعودي واحالته الى التقاعد المبكر وإقعاده في أحد قصوره بالعاصمة الفرنسية باريس..
إذن هكذا تبدو الصورة الأولية لمشهد العلاقات بين واشنطن والرياض وتحديداً فيما يخص ولي عهد المملكة المهفوف محمد ابن سلمان..
الأمر لم يعد مجرد تسريبات فقد صرحت بذلك المتحدثة باسم البيت الأبيض في إشارةٍ أمريكيةٍ ستفتح شهية أمراء الأسرة السعودية الحاكمة القابعين في معتقلات ابن سلمان ذات الخمسة نجوم..
تعليقاً على توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة تضع الصحيفة علامة استفهامٍ كبيرةٍ وتساؤلاً هاماً فحواه هل تسعى إدارة بايدن للتدخل في احداث تغيير في الهرم السعودي الحاكم بتغيير وليد العهد السعودي الذي ترى ان سفينته أصبحت غارقةً لا محاله..
وتجيب الجارديان على تساؤلها بأن الواضح بأن واشنطن تحاول الضغط على الملك سلمان لتغيير ولي عهده واستبداله بآخر..
على ذات الصعيد نشر نشر موقع “نيوز ري” الروسي تقريرا تحدث فيه عن نية الرئيس الجديد تغيير أسلوب التعامل مع ولي عهد المملكة مؤكداً أن ذلك قد يشير إلى رغبة أمريكية في التأثير على ترتيب ولاية العهد..
وأشار الموقع الروسي بأنه وفي ظل وجود شخصيات سياسية كبيرة معتقلة في إطار حملات القمع التي شنها المهفوف ضد عدد من أفراد اسرته المعارضين له فإن تقليص الإدارة الأمريكية لنفوذ ابن سلمان يسير في هذا الاتجاه ويثير الشكوك بشأن إمكانية تدخل الولايات المتحدة للتأثير على ترتيب ولاية العهد في المملكة..
الرسالة الأمريكية التي خرجت للعلن على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض لربما نقلت الى الرياض بصورة أشد وضوحاً أثناء المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي مع المهفوف محمد ابن سلمان والذي لم يخرج منها للعلن سوى تمسك إدارة بايدن بالبروتوكولات التقليدية في التعامل مع المملكة والتزام واشنطن بحمايتها عند الحاجه..
يعتقد الخبراء أن “بايدن” سوف يسلط ضغوطا على ترتيب ولاية العهد في المملكة بعد أن كان ابن سلمان قد تدخل لتغيير هذا الترتيب خلال السنوات الماضية بالزج بأبناء عمومته وأهم أعمامه في غرف فندق “الريتز كارلتون” المعتقل ذي الخمسة نجوم الذي أعده لهذا الغرض..
ووفقاً للموقع الاستقصائي الروسي فإن أقل ما يمكن أن تفعله الإدارة الأمريكية هو تسليط الضغوط على الرياض من أجل الإفراج عن أهم الشخصيات المعارضة لابن سلمان وعلى رأسهم الأمير أحمد شقيق الملك وأحد ابرز المرشحين لخلافته في حال إزاحة “المهفوف” إضافة الى ولي العهد السابفق محمد ابن نايف وشقيقه الأكبر سعود بن نايف أحد أعضاء هيئة البيعة في المملكة..
بالمقابل يعبر الباحث في معهد “تشاتام هاوس” البريطاني “نيل كيليام” عن شكوكه حول قدرة بايدن على التدخل في هذه المسألة..
ووفقاً لـ”كيليام” فإن بايدن “قد يرغب في إظهار عدم رضاه حول ماضي سلمان الدموي لكن خطابه المختلف نحو المملكة لن تكون له علاقة بمسألة ولاية العهد”..
يرى مراسل شبكة “سي أن أن” في السعودية نيك روبرتسون إن إعلان البيت الأبيض التواصل مع الرياض عبر الملك وليس من خلال ولي عهده يعني “تجاهلا علنيا” لابن سلمان سيترتب عليه الكثير في المستقبل القريب..
إذن بات “ابن سلمان” بين فكي كماشة الإدارة الأمريكية الجديدة وإمكانية عودة من ازاحهم من الأسرة السعودية الحاكمة.. وبين هذا وذاك سيتضح مستقبل ومصير المهفوف.. ويبقى السؤال الأبرز هل سيدفع مبكراً ثمن كل جرائم الحرب التي أرتكبها في اليمن..!
هذا ما نرجوه ونأمله.. وإن غداً لناظره لقريب.
* نقلا عن : السياسية