في مطلع العقدين الماضيين، ومن اليمن قدم السيد الشهيد/ حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله تغشاه، رؤيةً للتغيير من واقع الأُمَّــة إلى الأفضل على كُـلّ الأصعدة، بعد أن وصلت إلى مرحلةٍ من التيه والتخبُّط والضياع والتبعية لغيرها، وجعل القرآنَ الكريمَ هو الأَسَاسَ الذي تنبثق منه تلك الرؤية، وهو المرجعيةَ الأسمى، الذي ينبغي أن تلتفَّ حولَه الأُمَّــة.
ومن واقع قراءتنا المتجردة في المشروع القرآني الذي قدّمه الرجلُ -والذي نعتبرهُ أحدَ أبرز مصلحي الأُمَّــة في العصر الحاضر-، جديرٌ بكل علماء ومفكِّري ومثقفي الأُمَّــة اليوم، وفي مقدمتهم علماءُ ومثقفو اليمن أن ينفتحوا على المشروع بموضوعية والوقوف أمام ما قدَّمه بوعي ومسؤولية، وهذا هو مقتضى المنهجية السليمة في التعاطي مع الأفكار والمشاريع، وهي منهجية أرسى دعائمها القرآنُ الكريمُ والسُّنةُ النبوية، فيما صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في سُنته القولية والفعلية.
والاستمرار في نهج التضليل والتزييف والتشويه والكذب ليس إلا خُلُقٌ مشينٌ يأباه كُـلُّ صاحب فطرة سليمة، فضلاً عن أي إنسان يدَّعي العلمَ والمعرفةَ، فصاحبُ العلم والمعرفة الحقيقي هو مَن يقف أمام مختلف الرؤى والأفكار بوعي وعدل وإنصاف ولا يحتاجُ إلى سلوك منهج التشويه وإلقاء التهم الداكنة، امتثالا لأمر الله “ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى”.
هو أقرب للتقوى.!
وما أشرنا إليه من سلوك، هو نتاجُ ما توصلنا إليه من حقائقَ، وهو ما سنسيرُ عليه في مسيرتنا العلمية والعملية بإذن الله في التعاطي مع المشروع القرآني الذي قدّمه السيدُ حسين كمشروعٍ تصحيحيٍّ عملي، باذلين الجُهدَ إلى جانبِ القيادة الحالية للمشروع، ممثلة بالسيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي، في استنهاض شعبنا والأُمةِ للالتفاف حول القرآن الكريم كأعظمَ قاسمٍ مشتركٍ، يجب على الأُمَّــة الالتقاءُ حوله؛ لما فيه نهضتها وعزها وفلاحها، والرؤية القرآنية هي وحدها الكفيلة بتحصين الأُمَّــة من أية اختراقات داخلية، ومن أية تبعية لعدوها، الذي أوضح القرآن والسُّنة خطورته وخبثه.
كما أن الحقائقَ الواقعيةَ التي تتكشفُ يوماً بعد يوم باعثٌ كَبيرٌ على إعادة قراءة الأمور بشكل سليم، وعمل ما من شأنه حصولُ الخير لعموم بلدنا اليمن، والأمة عُمُـومًا.
ومن الأولويات في هذا المسار: العملُ على وَحدة صف الأُمَّــة واجتماعِ كلمتها على الخير والحق، وتوجيه بوصلة صراعها إلى عدوها الحقيقي والخارجي، وما كان من خلافات داخلية، فيسعُنا فيه كمسلمين الحوارُ الهادفُ والبنَّاء.