في مسيرة التغيير والنهوض في إطار أي مجتمع.. الأمرُ يتطلَّبُ شخصياتٍ استثنائيةً، في وعيها، وفي نزاهتها، وفي أمانتِها، وفي مستوى كفاءتها، شخصيات آمنت بما تحملُ من رؤية ومشروع، ومستعدةٌ أن تبذُلَ قُصارَى جهدها مِن أجلِ أن توجدَ النموذجَ الراقيَ فيما يناطُ بها من مسؤوليات وعمل، وتؤسِّسُ لعهدٍ جديدٍ من الإيجابية والإخلاص والإسهام في عملية النجاح، والدفع بعملية التغيير نحو الأمام.
هذه الشخصيات لا بُـدَّ من السعي لإيجادها والتكثير منها، ولو تدريجياً، بدءاً بالمِلفات المهمة والخطيرة… إلخ، وهذه الشخصياتُ سيُكتَبُ لها النجاح، إذَا أنيط بها المسؤولية وأُفسِحَ لها المجالُ للتجديد والارتقاء.
وأيضاً وهذا مهم، إذَا أسندت بتوفير احتياجاتها، وعدم تركها عالةً على أحد، أَو تركها في محلها عاجزةً عن التقدم نحو الأمام؛ بسَببِ ضعف إمْكَاناتها المهمة والضرورية، وهذا مِن أجلِ ضمان استمرارِها نظيفةَ اليد، عزيزةً مهابةً، وتكونَ محلَّ قُدوةٍ للآخرين، ليسلكوا ذاتَ النهج، وأنهم بسلوك هذا المسار الراقي سيحظَون بكل خير وريادة، لا أن يكونوا في محلِّ ازدراء غيرهم من الفاسدين والسيئين، كما هو الحالُ في ظل الأنظمة الاستبدادية الفاسدة خلال العقود الماضية، فالمخلصون والناجحون لا قيمة لهم ولا مكانة، والجميع يعمل على إقصائهم ومحاربتهم.