في الـ17من رمضان في العام الثاني من هجرة الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كان الرسول الأعظم والمسلمون من المهاجرين والأنصار على موعد مع حدث مفصلي في مسار الإسلام وتاريخ الدولة الإسلامية، حدث غيَّر مجرى الأحداث في جزيرة العرب، ألا وهو غزوة بدر الكبرى، غزوة الفرقان التي فرقت بين الحق والباطل والطيب والخبيث وشكَّلت نقطة التحول في تاريخ المنطقة والعالم بأسره، حيث خاض الرسول معركته الأولى من نوعها والأكبر بعد مرحلة الاستضعاف التي ظل يعيشها وأتباعه من المهاجرين في مكة المكرمة، وشاءت مشيئة الله أن تكون معركة بدر الكبرى بداية مرحلة توازن الردع على طريق الغلبة والتمكين بعد أن استقر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة، وشروعه في تأسيس وبناء مداميك الدولة الإسلامية التي حاول كفار قريش وأدها في مهدها، والقضاء عليها، باستهداف الرسول الأعظم والرعيل الأول من المسلمين الذين تعرضوا لصنوف التعذيب والإيذاء والمضايقة، ولكن الله خيَّب آمالهم وأفشل مخططاتهم الواحد تلو الآخر، ليمضي الرسول الأعظم مؤمنا بالله معتمدا ومتوكلا عليه في تبليغ رسالة ربه ودعوة الناس للدخول في دين الله وإعلاء رايته وهداية العالم إلى سواء السبيل.
وكما كانت معركة بدر هي المعركة المفصلية في تاريخ الإسلام والمسلمين في الماضي، فإننا في اليمن نخوض هذه الأيام معركة مماثلة، معركة الحرية والاستقلال، معركة الخلاص والتحرر، معركة تحرير مارب، التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية بالتعاون مع أحرار وشرفاء مارب الذين يسطرون الملاحم البطولية الكبرى وهم يواجهون طواغيت ومنافقي هذا العصر من مرتزقة أحفاد كفار قريش الذين واجهوا الرسول وأتباعه في غزوة بدر الكبرى، من أجل تحرير مارب الحضارة والتاريخ من دنسهم ورجسهم، بعد أن جعلوا منها مرتعا وحاضنة للعناصر التكفيرية والمليشيات الإجرامية التي تم جلبها واستقطابها من مختلف دول العالم تحت إغراء الأموال السعودية والإماراتية التي تتدثر بعباءة الإسلام، وهو منهم براء، والتي تحاول بائسة الحيلولة دون تحرير مارب من براثن الوصاية والتبعية السعودية، وتخليصها من سطوة الهيمنة والتسلط الإخوانجي الذي حوَّلها إلى إمارة تابعة لهم وخاضعة لسلطتهم التي تدير شؤونها بمعزل عن (الشرعية الدنبوعية المزعومة ).
معركة مارب اليوم هي معركة الحق ضد الباطل، معركة العدل ضد الظلم، معركة الإيمان والكفر، معركة الحرية والاستبداد، معركة اليمن واليمنيين الفاصلة والتي سيميز من خلالها الله الحق من الباطل، يسطر الأبطال الملاحم الكبرى التي تهاوت معها مواقع وتحصينات قوى العمالة والخيانة والارتزاق الموالية لحاخامات آل سعود الذين جن جنونهم على وقع الانتصارات الكبرى، والتقدمات الميدانية التي يحققها الأبطال والتي جعلت من تحرير مارب مسألة وقت فقط، وباتت ملامح النصر تلوح في الأفق، وما يزال فرسان الوغى يسقون المرتزقة ومليشيات الإجرام والعمالة والارتزاق والخيانة السم الزعاف في مختلف المحاور في الطريق نحو مدينة مارب التي باتت تحت مرمى نيران أبطال الجيش واللجان الشعبية، غير آبهين بتخرصات طابور النفاق والمنافقين التي تحاول إيقاف تقدم الأبطال صوب مدينة مارب، تحت شماعة مبادرة السلام السعودية المزعومة، التي جاءت من أجل تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية التي لا يمكن لهم الوصول إليها، ما لم يتوقف العدوان والحصار بشكل فوري وغير مشروط، مع التأكيد على عدم ربط الملف الإنساني المتعلق برفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة بالملف السياسي، وعدم القبول بأي ربط مستقبلي لهما.
بالمختصر المفيد: معركة مارب هي أم المعارك، وهي بالنسبة لنا كيمنيين معركة بدر هذا العصر، هي معركة القيادة والجيش واللجان الشعبية وكل شرفاء وأحرار الشعب اليمني، ولا تفريط فيها، ولا مساومة ولا مقايضة عليها، ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار.
صوماً مقبولاً، وذنباً مغفوراً، وعملاً متقبلا ً، وإفطاراً شهياً، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.