يخبرنا الخالق عزوجل في محكم كتابه عن صفات المؤمنين واصفا إياهم بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم وانطلاقا من هذا التوصيف الرباني فإننا نقف أمام تصرفات أولئك الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين يتشدقون باسم الدين ويتمظهرون أمام الناس بالتقوى والإيمان وهم من ذلك أبعد ، بعد المشرق عن المغرب ، هؤلاء الذين يوغلون في قتل المسلمين والتمثيل بجثثهم وسحلها وتقطيعها إلى أوصال بدم بارد ويظنون أنهم بهذه الجرائم البشعة والمنكرة يحسنون صنعا وأنهم يمثلون جوهر الدين والصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين .
هذة الشدة وهذه الغلظة التي يبديها هؤلاء الأوغاد توجه صوب إخوانهم في العروبة والإسلام بخلاف ما أمر الله به وما وصف به عباده المؤمنين ، في الوقت الذي يظهرون فيه المودة والتودد والطاعة والمحبة لأعداء الله ويدينون لهم بالولاء المطلق والطاعة العمياء بخلاف ما أمرهم الخالق عز وجل ووصف به عباده المؤمنين وهذا ما يؤكد أنه لا توجد لدى هؤلاء وأمثالهم ذرة إيمان ولا صلة لهم به لا من قريب ولا من بعيد وأنهم عبارة عن مشاريع تخريب وتشويش وتشويه للإسلام والمسلمين ترتبط ارتباطا وثيقا بالصهيونية الأمريكية التي تعتبر ماركة وعلامة صناعية مسجلة باسمها ونمت وترعرعت في أحضان الوهابية السعودية ومولت ودعمت من الخزينة العامة السعودية .
ومن يشاهد جرائم هذه العناصر والجماعات التي تتخفى وتتستر خلف عباءة الإسلام في سوريا والعراق واليمن يدرك إدراكا تاما بأن الإسلام منهم براء براءة الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام ويزداد إيمانا بأنه لا مناص عن مواجهتهم وتطهير البلاد من رجسهم ونجاساتهم المغلظة ووضع حد لممارساتهم وتصرفاتهم الدنيئة المسيئة للإسلام والمسلمين، والمسيئة للإنسانية والفطرة البشرية والتي لا يجوز السكوت عنها والصبر عليها على الإطلاق كون السكوت يدفع بهم وبأمثالهم إلى التمادي في غيهم وإجرامهم ومواصلة نشر قبحهم وارتكاب المزيد من المجازر والمذابح التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ، ولا يوجد توكيل أو إسناد في هذة المهمة سواء في اليمن أو في العراق وسوريا، فالمسؤولية جماعية وعلى الجميع التصدي لهم ومواجهتهم بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين إعلاء لدين الله وتصحيحا للمفاهيم المغلوطة والأفكار والسلوكيات الخاطئة والممارسات الإجرامية التي أراد هؤلاء الأوغاد وأسيادهم إلصاقها بالإسلام والمسلمين خدمة للأعداء ودعما لمؤامراتهم ومخططاتهم الشريرة التي يعملوا ليلا ونهارا على تمريرها وتنفيذها بأدوات عربية الهوية ، يهودية السلوك والممارسة .
بالمختصر المفيد المرحلة الراهنة تريد عناصر وجماعات مشبعة بالإيمان الصادق المخلص ،الإيمان الذي يحثهم على أن يكونوا أشداء على الكافرين رحماء بينهم لا العكس وأعتقد جازما بأن الحرب العالمية التي تشن على بلادنا قد كشفت لنا حقيقة هذا الجنس الواطي الذي يتمثل في الجماعات والعناصر الداعشية القاعدية الوهابية السعودية ، هذه العناصر الإجرامية التي تعمل وتسعى جاهدة إلى نخر الجسد اليمني وتفكيك نسيجه الاجتماعي والمساس بوحدته وأمنه واستقراره تحت عناوين ومبررات سرابية خرقاء لا وجود لها إلا في مخيلاتهم المليئة بالخرافات والأوهام ، تارة بإسم الخطر والتدخل الإيراني المزعوم ، وتارة باسم استعادة الشرعية المزعومة، وتارة باسم حماية وتأمين باب المندب وطريق الملاحة في البحر الأحمر ، وجميعها هرطقات وكلام فاضي ، ولكن ومهما حصل فدولة وسطوة الباطل إلى زوال ومهما طال أمد الظلم والتسلط والاستعباد فإن الخلاص والنصر يأتيان مع الصبر وبإذن الله سيكون الانتصار على هذه الجراثيم قريبا جدا وما النصر إلا صبر ساعة ، ولا خوف مادام الله معنا وما دمنا نعتمد ونتوكل عليه وما دامت اليقظة والجهوزية التامة والثبات والبطولة والإقدام هي شعار أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة فالنصر قادم لا محالة بإذن الله وما هو حاصل من انتصارات وتقدمات في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية هو تأكيد على التأييد والنصرة الإلهية والتمكين الرباني لأبطالنا المغاوير الذين يجسدون آيات في البطولة والتضحية والفداء رغم كل الصلف والإجرام والوحشية الغلظة والشدة الجاهلية الإرهابية التي يبديها الأعداء ولكن الله يأبى لنا الذلة والمهانة وقد وعدنا بالنصر وما علينا إلا أن نتكاتف وتتضافر جهودنا لردع العدو والتنكيل به وفاء وانتصارا لتضحيات الشهداء والجرحى وكل من طالهم ضرر العربدة السعودية الإماراتية الأمريكية على هذه الأرض الطيبة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .