بالأمس تحدث إليَّ صديق سعودي وسألني عما يحدث في الحد الجنوبي، وطلب مني أن أزوده بالأخبار، لأنهم لا يعرفون ماذا يجري هناك، ولا يستطيعون فتح المواقع الإخبارية اليمنية. فقد عصبت دولتهم على عيونهم، وسدَّت آذانهم عن كل خبر يأتي من مصدر غير مصادرهم.
حدثته عما حدث في الربوعة فقال إنها أول مرة يسمع عن هذا الأمر. وحدثته عن مقبرة الدبابات والمصفحات في جيزان وعن الولاعات الأسطورية التي كان المقاتلون اليمنيون يواجهون بها جنازير المدرعات والعربات العملاقة. فسكت قليلاً وقال: الله ينصركم على من اعتدى عليكم.
منذ بداية العدوان وموقع «تويتر» يعمل مع بني سعود، بحسابات وهمية تحول هزائمهم إلى انتصارات، وتجمِّل قبحهم، وتبرر قتلهم للأطفال والنساء. وكلما سقط صاروخ يمني في أراضي السعودية يكتب مواطنون تغريدات مليئة بالخوف والرعب، ويتحدثون عن سقوط مقذوف حوثي اهتزت له شبابيك البيت وانخلعت الأبواب.. وبعد دقائق يقوم «تويتر» بمسح تلك التغريدات ونشر تغريدات موحدة بمئات الأسماء الوهمية، تتحدث هذه التغريدات المزيفة عن تصدي رجال الدفاع لصاروخ أطلقه الحوثيون، وتشكر الأبطال الأشاوس، مرفقة بفيديوهات مكررة تحوي طائرات وباتريوت وشيلات تتغنى وتسبح بحمد سلمان وولده.
هكذا يعيشون في وهم، ويدخلون شعبهم في كهوف الوهم ليناموا حتى تنتصر السعودية، ومازالوا يصدقون أوهامهم أنهم سينتصرون على اليمن بعد ست سنوات من العدوان والفشل الذريع الذي هز عروشهم التي اقترب سقوطها.. إذ لا بد لهذا السيناريو من نهاية، والنهاية تليق بالطارئين والمعتدين والمتكبرين الذين ظنوا أنهم سيطحنون اليمن برحى أسلحتهم وأموالهم وانتفاخهم الكاذب الموشك على الانفجار.
لماذا لا تتوقف السعودية وتعترف بفشلها وهزيمتها، فلو كانت تستطيع أن تنتصر لكانت انتصرت في الأسبوع الأول من عدوانها، كما زعمت. ومادامت تظن أنها ستنتصر بعد ست سنوات فهي تسوق نفسها إلى حتفها بكل بلاهة، ولن تستطيع النجاة من كل السكاكين التي ستمشي على عنقها، فغرماؤها كثيرون، ومشاكلها وأحقادها تملأ كل الدول العربية والإسلامية.
* نقلا عن : لا ميديا