من يقرأ كيف فسّر اعلام العدوان تعليق الخارجية الأمريكية على تصريحات المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينج سيدرك ان الخلل في المنظومة الفكرية لقوى العدوان ومرتزقته ليس مجرد خللٍ في الاهداف والتوجهات والعلاقات والوسائل بل هو خللٌ بنيويٌ في المنظومة الكلية للعدوان تبدأ بالرأس ولا تتوقف عند المفاصل والأذيال.
ان يتم تأويل الألفاظ المباشرة والصريحة لبيان الخارجية الامريكية الذي دعا الواهمين للتوقف عن اطلاق الأمنيات والتعامل مع الحقائق على الأرض على أنها تصحيح لما اخطأ فيه المبعوث فذاك مؤشرٌ على أن قوى العدوان تعيش خارج إطار الواقع ولا تتعامل مع الحقائق..
هذا العالم الافتراضي الضيق الذي يعيش فيه هؤلاء لا يقتصر على قيادة تحالف العدوان فحسب بل يشمل كل منظومته السياسية والعسكرية والإعلامية بل وحتى الاجتماعية فأن يتقبل احدٌ ان يقرأ او يسمع ما جاء في البيان ثم يتقبل تفسيره لصالح قوى العدوان ومرتزقته فذلك استحقار للذات أقل ما يوصف به انه خللٌ بنيويٌ شاملٌ في المنظومة العقلية والفكرية للعدوان..
هم هكذا لأنهم يعيشون خارج إطار الواقع في عالمٍ افتراضيٍ أعده لهم ابن سلمان وابن زايد لذلك فإنهم لا يستوعبون المتغيرات على الأرض..
لم يتوقع السعوديون ولا مرتزقتهم في حكومة الدنابيع أن تعترف واشنطن رسمياً بصنعاء كممثلٍ شرعيٍ لليمنيين وحتى بعد ان اكدت الخارجية الأمريكية على هذا الاعتراف قاموا بتأويله على أنه انكار لما قاله المبعوث الأمريكي الخاص الى بلادنا وهللوا له على أنه دحضٌ لما قاله “ليندر كينج” وكأننا والعالم كله لا نقرأ ولا نسمع إلا على طريقتهم التي يغلب عليها “الإستغباء “..
هكذا يستقبل المرتزقة والعدوان الصدمة تلو الأخرى على صعيد الاعتراف الدولي بشرعية صنعاء كطرفٍ يمثل الشرعية الحقيقة على الأرض لا في المنافي الاختيارية التي ارتضوها لأنفسهم وطناً بديلاً عن بلادهم..
تفاهةٌ تضاف لرصيد هؤلاء المجرمين التافهين فليست الحقيقة ميدانهم على الإطلاق ولكن الشائعات والتضليل والإنكار هي ميادينهم وبيئتهم الحاضنة التي لا يستطيعون أن يعيشوا في غيرها..
هكذا تقوم قوى العدوان ومرتزقتها بقلب الحقائق في إعلامهم وعبر أبواقهم الرخيصة التي تصف الأبيض بالأسود وتقلب الباطل حقاً والحق باطلاً في عالمٍ افتراضيٍ لا يعيش في سرابه احدٌ سواهم..
تكابر وسائل إعلام العدوان ومرتزقته وأبواقه أن التفسير المغلوط والمتسرع لتصريحات المبعوث الأمريكي يجعلها تبدو وكأنها اعترافٌ أمريكيٌ بشرعية الصامدين في صنعاء.. لكن وعلى حد زعمهم فإن الامريكان ومبعوثهم لا بعترفون سوى بهم كشرعيةٍ وحيدةٍ..
ألم يقرأ هؤلاء بيان الخارجية الامريكية جيداً وتحديداً الفقرة التي تقول بالنص أن “الحوثيون لا يمكن لأحد إبعادهم أو إخراجهم من الصراع عبر التمنّي فقط”.. وتضيف بالنص ايضاً “لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض”..
هل هذه العبارة تشير الى نفيٍ لتصريحات ليندر كينج التي قال فيها أن واشنطن تعترف بالحوثيين كطرف شرعي في اليمن..
مكابرةٌ وتأويلٌ هو أقرب الى الحماقة بل هو الحماقة بعينها ولا غرابة فهؤلاء ليسوا أهلاً لغيرها..
القفز على الحقائق وعدم الاعتراف بها ليس جديداً على قوى العدوان ومرتزقته وأبواقه فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة فالمحتل السعودية والإماراتي لا يزالان حتى اليوم يدعيان بأنهما أتيا لنصرة الشرعية الزائفة على الرغم من أنهما نصبا لأطرافها المشانق ومنعا حكومة المرتزقة من العودة الى أرض جنوب الوطن المحتل..
يكابر هؤلاء حتى اليوم بأنهم يحققون الانتصارات على الأرض على الرغم من أننا مرغنا أنوفهم في تراب وطننا الغالي وهانحن ننقل المعركة الى الداخل السعودي ونحن اليوم من يضع قواعد الاشتباك فيها..
ينكر ابن سلمان وابن زايد حتى اليوم انهما فشلا في حربهما الملعونة على اليمن على الرغم من أن العالم كله صار يصفهم بالعنوان الأكبر للفشل في هذا القرن..
على الضفة الأخرى تحاول أبواق العدوان الاصطياد في الماء العكر..
تقول صحيفة “الشرق الأوسط السعودية” الصادرة من لندن أن التصريحات الأمريكية الملتبسة الأخيرة بشأن الاعتراف بصنعاء كطرفٍ شرعيٍ يفاوض باسم اليمنيين لاقت حفاوةً من قبل الحوثيين واسيتاء ممن وصفتها بالشرعية اليمنية..
يجب أن يفهم هؤلاء أن لا حفاوة هنا في صنعاء بهذه التصريحات الأمريكية على الرغم من أنها اعترافٌ مكتمل الأركان بشرعية الصامدين على الأرض..
هذه التصريحات الأمريكية لا تمثل فارقاً بالنسبة لنا ليس على الصعيد السياسي ولكن في الميدان لأن واشنطن تظل القوة الرئيسية المحركة للعدوان التي تمده بشريان الحياة الذي يطيل أمده..
لا حفاوة في صنعاء بالتصريحات الأمريكية فهي لا تخرج عن أمرين الأول مناورة خبيثةٌ لإظهار أن واشنطن باتت تعترف بنا لتقريبنا لمفاوضات تريد أن تضع هي كل بنودها ولا تريد منّا سوى التصديق عليها.. والتفسير الثاني لهذه التصريحات الامريكية المختلفة يشير الى اعترافٍ بالحقائق على الأرض وهو ما لا تستطيع واشنطن ولا غيرها تجاهله خصوصاً مع التقدمات الكبيرة التي حققها جيشنا في كل الجبهات.
لن تعترف قوى العدوان بفشلها على الاطلاق وسيكابرون حتى “يقضي الله أمراً كان مفعولا” لأن دماء الأبرياء نساءً وأطفالاً ورجالاً وشيوخ ستظل لعنة تلاحقهم وتعمي بصائرهم إلى ما شاء الله..!
* نقلا عن : السياسية