عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
سيناريو الشرق الجديد
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
الحدث وأثره في صناعة الحياة
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري
اليمنُ والحضورُ الفاعل

بحث

  
صحوةُ جماهير المحافظات المحتلّة
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 22 يوماً
السبت 02 أكتوبر-تشرين الأول 2021 06:25 م


بدأت الجماهيرُ تصحو في المحافظات المحتلّة، وتحَرَّك الشارع، وعبَّرَ عن غضبه من ممارسات المرتزِقة، ولم يجد رئيسُ حكومة المرتزِقة إلا الهوانَ والذلَ وهو يحاول عبثاً التجوالَ في شوارع حضرموت دون أن يشعُرَ بأثرٍ لوجوده في وجدان الناس وفي مشاعرهم التي كانت أكثرَ غضباً من ذي قبل.

اليومَ صرخ الناسُ من ألمٍ في تعز، وفي كُـلِّ الجنوب، وكادت الأرض أن تتحَرّكَ من تحت أقدام المرتزِقة، وارتفعت عقائرُ وحناجرُ أهلنا في المحافظات المحتلّة بزوامل: “أسألك بالله يا حوثي تجيني”.

الموضوعُ لم يكن سوى تضليل مارسه التحالُفُ؛ لبلوغِ أهدافِه، وقد بلغها في الجُزُرِ، والمنافذ البحرية، وفي باب المندب، ولم يكن هادي وزُمرته سوى مطايا عبَروا عليها إلى الغايات والأهداف، وسوف تجد تلك المطايا نفسَها وقد عصفت بها رياحُ الحقيقة، وأصبحت شظايا تتناثرُ على تراب وطن كان وما يزالُ يعشقُ الحريةَ والاستقلال، ويأبى الذلَّ والهوان، وإن خدعه سرابُ الأيّام لكنه بمُجَـرّد أن يصلَ إلى الحقيقة ويعرفَ سوف يشعلُ بركانُ غضبِه حتى تتساقطَ حِمَمًا تحرِقُ بُغاةَ الأرض والمستكبرين والطغاة والغزاة فيها.

اللعنات تتوالى اليومَ من أفواه المخدوعين في تعز الحالمة التي ظلت تحلُمُ برغيف الخبز، لم تصحُ اليوم إلا وقد عزّ منالُه، وظلت تحلم بالأمن فخانها الخوفُ الذي خافته ذات انتفاضة فهزم فيها إرادتها وقتل أطفالها وسحل رجالها، ومات الناسُ في الشوارع والطرقات، وفر الأمنُ من أزقتها وحواريها، ومن حضرها ومن مدرها فكان القتل هدفاً وغايةً، ولم تجد الدولة المدَنية التي كانت تحلم بها بل وجدت عصابات وقطاع طرق، ومجموعةً من القتلة يمارسون لُعبةَ الغواية على بشرٍ مسالمين لا ذنبَ لهم سوى الحلم الذي كان سراباً.

كما أن الحنينَ يجتاحُ عدنَ ويتفجَّر براكينَ وحِمَماً في شوارع عدن التي حلمت بالمساواة وبالمدَنية وباستعادة الدولة، فلم يكن حَظُّها من كُـلّ ذلك الغضب سوى شيوع ثقافة القرية، وتسلُّط القرية وطغيان القرية وقمع القرية، اليوم تتظاهر عدنُ فلا تجد سوى الرصاص الحي، وتطالبُ بالماء والكهرباء والتعليم والصحة فلا تجد إلَّا كلماتِ الأنين تعبر في مدى الأحلام التي كانت ترسم في أزقة المدينة فكرة استعادة الدولة.

وفي حضرموت العلم والفقه والشعر والأدب والتاريخ، خرج الناس هناك يقذفون موكب الرجل المشلول والتابع الذليل، معين عبدالملك، بنعال الكرامة، فغادرها ذليلاً مدحوراً.

أما المهرة التي حاولت السعوديّة أن تذل أهلَها فكانت عصيةً عليها، ثم بدأت بريطانيا تضَعُ أقدامَها على بحرِها وشواطئِها وموانئِها، لكنها أشهرت في وجه المعتدي حراكاً ثورياً يرفُضُ حركة الإذلال التي يمارسها، ويقظة شعب المهرة لن يجعلَها لقمةً سائغةً للمستعمر بل ستظل عصيةً، فتاريخها يأبى الهوان.

انتفض الجنوبُ المحتلُّ ضد المرتزِقة وضد تحالف العدوان وعرف أخيرًا أن الشرعيةَ لم تكن إلا مطية، وأن المرتزِقةَ ليسوا أكثرَ من أدوات، ولا قيمة لهم، فرئيسٌ مغترِبٌ لا يصحو إلَّا إذَا أردوا منه أمراً، وحكومةٌ مغترِبةٌ لا يمكن أن تديرَ بلداً ولا حرباً من البارات والملاهي الليلية.

على مدى 7 أعوام أنفق العدوان الكثيرَ من الأموال على العلاقاتِ الدوليةِ والشركات الإعلامية وعلى مراكز الدراسات وعلى الخطط والاستراتيجيات التي تعملُ على تفكيك المجتمع، وتحاول أن تُحدِثَ شرخاً في جِدارِ الوَحدة الوطنية وفي جدار الصمود الأُسطوري لصنعاء ففشلوا، حاولوا استقطابَ قيادات وكوادر ورموز من صنعاء ففشلوا، بل حدث العكسُ عاد الكثيرُ من الذين شعروا بيقظة ضميرٍ إلى صنعاء، وظلت صنعاءُ صامدةً عصيةً تعزِفُ على وَتَرِ العزة والحرية والكرامة والاستقلال دون أن يبلغَ العدوّ منها إِرْبَه.

فشل العدوان وأدواته، وفشلت كُـلّ الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف اليمن بفضل وعي القيادة الثورية الشابة، وقدرتها على التعاطي مع الأحداث بحنكة وذكاء وصبر وثبات، وها نحن على مشارف النصر الكبير، والعاقبة للمتقين.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
يحيى المحطوري
معركةُ الفكر والهُوِيَّة
يحيى المحطوري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
لن تتوقف جرائم "إسرائيل" إلا بأخرى مضادة
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
علي ظافر
محادثاتُ سوليفان – ابن سلمان: ورطةٌ وأزمةُ خيارات
علي ظافر
د.حمود عبدالله الأهنومي
ثورة 21 سبتمبر..قراءة استشرافية في الأهداف"ال7والأخيرة"
د.حمود عبدالله الأهنومي
عبدالمجيد التركي
الفقر والإبداع
عبدالمجيد التركي
يحيى المحطوري
النخب المزيَّفة
يحيى المحطوري
محمد أمين الحميري
حكمةُ القيادة
محمد أمين الحميري
د.حمود عبدالله الأهنومي
ثورةُ21 سبتمبر..قراءةٌ استشرافيةٌ في الأهداف"6"
د.حمود عبدالله الأهنومي
المزيد