|
عن الحل في اليمن
بقلم/ عبدالمنان السنبلي
نشر منذ: 3 سنوات و شهر و 11 يوماً الجمعة 22 أكتوبر-تشرين الأول 2021 09:20 م
هل ما زالت تشكل المرجعيات الثلاث فى اليمن أساس الحل فى اليمن ؟! أم أن المتغيرات على الأرض قد تجاوزت هذه المرجعيات وأن آفاق الحل السياسى فى اليمن قد أصبحت تستند إلى معطيات ومستجدات جديدة أخرى حدثت بحيث أصبحت هذة المرجعيات شيئاً من الماضى، خصوصا وأن هناك تلميح دولى بل وتصريحات علنية حول هذا الشأن بإيجاد صيغ أخرى للسلام ؟
في الحقيقة وقبل أن نتحدث عن الحل في اليمن علينا أن نعرف أولاً ما هو الحل الذي يراد لليمن، ما نوعيته، وما مصادره ؟
هل هو البحث مثلاً عن مخرجٍ آمنٍ لليمن بما يلبي مصالح وطموحات الشعب اليمني في وقف العدوان والتدخلات الأجنبية وإنهاء الإقتتال الداخلي وعودة الهدوء والأمن والمصالحة الوطنية وجبر الضرر و ..
أم هو فقط البحث عن مخرجٍ آمنٍ ومشرف للسعودية ومن وراءها من قوى التآمر والعدوان بعد سبع سنواتٍ من القصف والتدمير والقتل والعجز والهزيمة والفشل وبغض النظر طبعاً عن مصالح وخيارات الشعب اليمني ؟!
فإذا كانت الأولى فهذا يستلزم إيجاد حلولٍ يمنية المنشأ والمصدر وهذا لن يتأتى بالطبع إلا بوقف العدوان أولاً والبدء بحوارٍ يمنيٍ – يمني خالصٍ وبعيدٍ عن أي تدخلاتٍ أو مؤثراتٍ أجنبيةٍ إقليميةٍ ودولية .
أما إذا كانت الثانية فهذا يعني أننا أمام مؤامرةٍ جديدةٍ يتعرض لها الشعب اليمني يراد بها مصادرة حقه في المواجهة والصمود ولا تقل بشاعةً وفضاعةً عن مؤامرة العدوان نفسه !
وبالتالي فالحديث عن اعتماد او العودة إلى ما يسمى بالمرجعيات الثلاث كأساسٍ للحل حديثٌ لا طائل منه ولا معنى له من أساسه كون هذه المرجعيات ومنذ البداية في طبيعتها وعلى أغلب الظن ذات منشأٍ ومصدرٍ غير يمنيٍ خالص اتت وفق مواصفات ومقاييس أجنبية بما فيها ما يسمى بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي لا تخلو من وجود بصمات إقليمية ودولية أسهمت في صياغتها وقولبتها بالشكل الذي يلبي مصالحها أولاً قبل مصالح وخيارات الشعب اليمني .
وهذا بالطبع ما دفع القوى الوطنية المقاومة والرافضة للوصاية والتدخل الأجنبي إلى رفض الحديث عن هذه المرجعيات أو التطرق إليها في وقتٍ كان المناخ العام للمفاوضات وكذلك المعطيات على الأرض تسير في إتجاه القوى المحسوبة على العدوان، فكيف سيتم الحديث عنها أو القبول بها اليوم وقد تغيرت المعادلة وأصبحت المعطيات كلها تصب في صالح القوى الوطنية المواجهة للعدوان والرافضة المساس بأمن وسيادة اليمن ؟!
من جانبه الموقف الدولي سيجد نفسه مضطراً إلى التعامل مع هذه المعطيات والمتغيرات الجديدة التي فرضت نفسها على الأرض والتي من خلالها سيحاول بناء تصورات جديدة للحل يراعي فيها طبعاً مصالح السعودية وحلفائها ولو بأقل قدرٍ ممكن إلا أنه في الوقت نفسه لن يستطيع مقاومة رغبة وإرادة الشعب اليمني وإصراره على تحقيق النصر .
* نقلا عن : رأي اليوم |
|
|