عندما كنا نؤكد بأن اليمن بشعبها وجيشها ومجاهديها وقيادتها تخوض حرباً مقدَّسة دفاعية عن الحق وعن السيادة وعن الكرامة وعن الأرض في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي المتحالف مع شُذَّاذ الآفاق والمنسلخين والقتلة والمدمنين، كان ثمّة من يعترض على هذا بل ويعدُّه حديثاً تعبوياً فئوياً مناطقياً وعنصريا ، رغم يقين هؤلاء المعترضين بالقول أن اليمن تدافع عن كرامتها وحقها صحيح وصحيح مئة بالمئة ، لكن ما بدا واضحا اليوم مع ما يحدث في المهرة وسقطرى وحضرموت وفي عدن وتعز وفي كل المحافظات المحتلة من احتلال مباشر ، وتنكيل بمعائش المواطنين وبحياتهم كان يجب أن يدفع بهؤلاء إلى أن يعترفوا بالحقيقة الساطعة.
لكن البعض قد صار أعمى البصر والبصيرة للآسف وما زال يجدِّف بمجاديفه ضداً على بلاده وأهله ووطنه وشعبه ومع تحالف العدوان ، حتى وهو يتجرَّع كؤوس الذل والهوان ويتلقى الصفعات والدعس من ضباط تحالف العدوان ما يزال ممسكاً ببيادات هذا العدوان المارق ، كنا نفترض أن يعود هؤلاء إلى موقف وطني صحيح ، وأن يتركوا السلاح ويوجهوه ضد التحالف الباغي والقاتل والمجرم الذي يجوّع اليمنيين ويقتلهم بالجملة والمفرق ، لكنهم للآسف صاروا مطايا وبنادق مأجورة بالمجان تضحي وتُقتل في الأطراف وفي الحدود تقاتل مع الأجنبي وتُقتل معه وبدون ثمن يذكر.
لا يمكن للشمس أن تُحجب بغربال ، ولا يمكن للأكاذيب والزيف أن يستمر وينطلي على الجميع في كل الأوقات، ومن هذا المقال أوجه النداء إلى القبائل الشريفة المجيدة في وادي عبيدة تحديداً بأنها معنية أن تقف المواقف التي تليق بها اليوم ، فقد صارت المواقف واضحة وبيّنة بين من يقاتل في صفوف العدوان الأجنبي وبين من يقاتل دفاعاً عن أهله وبلده ووطنه في مواجهة عدوان أجنبي باغ ومارق وقاتل ومجرم ، يحاصر اليمنيين ويقتلهم بالطيران وينكّل بهم ويوزّع الموت في كل مكان.
سيقول الإعلام المأجور التابع للعدوان وستقول أبواق حزب الإصلاح وستطلق الكثير من الشائعات والأكاذيب في سماء معركة مارب ، سيقول بأنه يدافع عن الجمهورية، لكن أين هي الجمهورية التي يدّعي الدفاع عنها في المهرة وحضرموت وسقطرى وهذه محافظات يمنية سُلّمت للمعتدين المحتلين دون كلفة واليوم يمرحون ويسرحون فيها ، وسيدّعون بأننا سنأتي لنصب المشانق وتنفيذ الإعدامات والتنكيل بالناس ، لكن يمكن لقبائل عبيدة أن تسأل قبائل مراد عمّا حدث ، وسيقولون أنهم الدولة التي ستخدم المواطنين وتقدم لهم الخدمات وتفعل لهم الإنجازات ، لكن ما حدث في المديريات المحررة حديثاً في مراد مارب وفي شبوة وحتى في الحديدة ، انخفضت الأسعار ، واستقرت العملة ، أُعيدت مشاريع المياه والكهرباء ، أعيد فتح الطرقات وإصلاحها وترميمها ، أمِنَ الناس واطمأنوا واستقرت أحوالهم ، أُقيم العدل بينهم أُنصف المظلوم منهم ، فجاءوا إلى العاصمة صنعاء أفواجاً في زيارات ودّية أظهرت عظمة هذا الشعب وأخوَّته وعراقته وقيمه وكشفت لنا كم كنا ظالمين لأنفسنا حين ابتعدنا عن بعضنا وتفرقنا فجاء الغريب ليقتلنا ببعضنا.
الجيش واللجان الشعبية يمدُّون أيديهم للقبائل كافة في عبيدة وما جاورها ، والحقيقة أن الإخوان وأسيادهم سيرفعون عقائرهم وأصواتهم وسيقولون كلاماً ودعايات كثيرة يخوِّفون بها قبائل مارب وعلى وجه أخص قبائل عبيدة ، لكن من المهم التذكير بأن من تسبب بالأذى والدمار والقتل والجوع المتفشي على طول البلاد وعرضها هم هؤلاء وأسيادهم السعوديون والأمريكيون ، ولا شك أن الإخوان العملاء وأسيادهم سيعمدون في أوساط القبائل إلى بَثِّ الدعايات والشائعات الكبيرة ، وتزوير الحقائق وتزييفها وإطلاق حملات تضليل إعلامي واسع ، وهذا الأمر فعلوه مع مراد ومع أبناء البيضاء.. لكن ما انكشف هو العكس تماماً.
الحقيقة أن من حرم مارب من حقوقها وثرواتها وحرم أبناء مارب من الاستفادة من الخيرات الوفيرة داخلها هم هؤلاء الذين حكموا البلاد لخمسة وثلاثين عاماً ، ولا شك أن الوضع سيتغير بتحريرها ولن يكون إلا في صالح مارب وأبنائها ، وهنا لا بد أن أشير إلى أن قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يُكنُّ قدراً كبيراً من الاحترام والتقدير والتبجيل لقبائل مارب الوفية بشكل عام ، وعبيدة ومراد بشكل أخص ، وفي نفس الوقت يولي مارب اهتماما خاصاً بها وسيوليها الاهتمام نفسه كذلك بعد تحريرها وسيجعلها تستفيد من الثروات ومن الخيرات الوفيرة.