يكادُ العامُ السابعُ من العدوان الصهيو أمريكي سعوديّ إماراتي على بلادنا أن ينقضيَ بعد جولات سِتٍّ من الحرب العدوانية الظالمة التي شنها النظام العميل على أبناء المسيرة القرآنية ومواكب الإباء والعطاء تسير ولا تتوقف وروضات الشهداء لا تمل من استقبال جثامينهم الطاهرة والسماءُ بمن فيها تحتفي استقبالاً بأرواحهم الزكية، والبشارات الربانية تأتيهم تباعاً عن عِظم الفوز بنِعم الله تعالى عليهم وصدق وعده إياهم في الدنيا.
فقد قدّم القرآنُ الكريم شرحاً وافياً عن حَياة الشهداء، وبيّن حتى التفاصيلَ الدقيقةَ عن شعورهم وعبّر عن فرحتهم بما آتاهم الله من نعمه وفضله، مستبشرين بإخوانهم من رفاق الجهاد الذين لم يلحقوا بهم؛ كونهم أحياءً بكامل قواهم العقلية وإدراكهم الحسي يعيشون بوعي واقعَ قضيتهم منتظرين رفاقهم المجاهدين متى يقبلون إليهم بثوب الشهادة إلى دار النعيم والسعادة، لينالوا من ذلك النعيم والرزق الطيب في المقام الرفيع والصُحبة الأبدية، ويستذكرون تلك الدروبَ التي سلوكها وذلك العناء الذي عاشوه وتلك الأحداث التي صنعوها وذلك المُرَّ الذي طالما تذوقونه حُلواً، في ضيافة الله وكرمه والمنزلة العظيمة التي نالوها، يرتلون شكرَ الله وحمدَه على صوابية الدرب الذي سلكوه وعدالة القضية التي مِن أجلِها ضحّوا بأرواحهم.
بفوزهم العظيم الذي نالوه ربحوا التجارة التي مِن أجلِها تاجَرَ الشهداءُ، حَيثُ تمثل الشهادةُ حُسنَ خاتمةٍ وليست نقصاناً من العُمر ولا موتاً بل حياةٌ في ضيافة الكريم المتعال، وبهذا نالوا ربحَهم الصافي، وفي الجهادِ في سبيل الله لا سواه من العبادات الفرصة العظمية لبيعِ النفس والمال من الله تعالى لعقد الصفقة الرابحة والمضمونة معه، فالنفسُ والمالُ هي البضاعة والثمنُ الجنةُ والبائعُ هو المجاهدُ والمشتري هو اللهُ سبحانَه، وعقدُ البيع موثَّقُ في القرآن الكريم والثمنُ عظيمٌ جِـدًّا.
وبهذا الاعتبار فالشهادةُ هي الربحُ الصافي والجهاد في سبيل الله استثمارٌ مضمونٌ، وبما أن عمليةَ البيع والشراء تمت في الدنيا الفانية، فالشهيدُ لم يمُتْ، بل هو حي يُرزق عند الله ومستبشر بالجنة، بالإضافة إلى استبشاره بصحبة رفقة الجهاد الصحبة الأبدية، وهم وحدهم من سيستلم الثمن بدخول الجنة بغير حساب.
بخلاف العملاء والخونة والمرتزِقة، الذين باعوا أنفسَهم من الشيطان الأكبر وأذياله من الأعراب وعلى رأسهم السعوديّ والإماراتي، بثمن بخس ريالات مزوَّرة معدودة أَو ريالات ودراهمَ سعوديّة وإماراتية قليلة؛ للدّفاع عنه وتحقيق مصالحة؛ كون الأمريكي ضعيفاً وجباناً في الميدان، وبأموال البترو دولار اشتراهم ليقاتلوا عنه بالنيابة ويُقتَلون مِن أجلِه، وإن شعر منهم بالتململ أَو التراجع قصفهم بطائراته وضربهم ببعضهم؛ لأَنَّهم عبّدوا أنفسَهم له وباعوا منه كرامتَهم وأعراضَهم؛ لأَنَّهُ ملكهم وهم عبيدُه فيخسرون الدنيا والآخرة.