يوم أمس الأول (الاثنين الماضي)..
مباراة.. ضربة ترجيح أخيرة.. ولأول مرة، لم يخب الظن!
لوهلة نظرنا إلى ذواتنا بدهشة.. هل يمكن للحظ أن يحالفنا وفي مجموعنا اليمني الواحد؟!
هل بوسع القدر أن يبتسم لليمن؟!
هكذا وبلا تجزئة أو تناوب أو شماتة!
يا الله، لقد حالفتنا الحياة!
وانفجرنا.. دمعا، فرحا، جنونا يعادل ألم السنين وكل جراحات الإدراك وندبات العقل على طول الطريق إلى الإخفاق!
وكأن اليمن تجسد خارج أجسادنا واعتيادنا الممزق لنا.. فتية يحملوننا ويلعبون، ويركلون ما هو أكثر من كرة!
ذابت الصور والمسميات وتراجعت كخلفية باهتة، وبرزت منحوتتنا الواحدة: اليمن!
وهرولنا إلى الشوارع والساحات، نبكي، نضحك، بلا حاجة، هدف أو وجهة، كصبية أضاعوا أمهم الواحدة، وخرجوا للتو بحثا عنها، وسيجدونها حتما، على ناصية كل شارع وحي وقرية ومدينة، وفي كل سهل وساحل وجبل، على امتداد وجع تعاقب الأحداث وعقاب الخريطة!
لم نصعد ذاك المساء إلى الفضاء، ولم نصنع اختراقا يعيدنا إلى صدارة الكوكب.. لا، فقط فزنا بحقنا في القليل من البهجة، والتباهي باليمن، وذهبنا نلتصق بها كإخوة أنهكهم طول العداء، والجلوس المتواري على مقاعد احتياط الحياة!
هل نعي ثلاثية الدرس؟! نحتاج للماء والهواء واليمن!
* نقلا عن : لا ميديا