|
رفقاً بالمُعلِّم
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 21 يوماً الإثنين 03 يناير-كانون الثاني 2022 10:06 م
استبشر المعلمون خيرا، حين أعلنت وزارة التربية والتعليم قبل أشهر عن اعتماد حافز شهري للمُعلّمين الصامدين في مدارسهم، لكن لم يستمر مبلغ الحافز المقرر بثلاثين ألف ريال أكثر من شهر واحد وسرعان ما أُضيف إلى سلسلة المشاريع والخطوات والآمال المُتعثرة في هذه البلاد التي ابتلاها الله بجيران السوء والشرور والطغيان.
نعلم أن حجم المعاناة في بلادنا بسبب هذا العدوان الأهوج، أكبر من أن تُختزل في موضوع صحفي أو ندوة أو حلقة نقاش، وأنها باتت تمس وبشكل مباشر حياة كل اليمنيين، وليس المُعلّمين وحدهم، ونثق تماما بأن تحديات جمّة وصعوبات حقيقية وقفت في طريق وزارة التربية وجعلتها غير قادرة على مواصلة صرف الحافز الشهري, غير أن حقيقة وواقع معاناة وبؤس المُعلمين أصبحت في أمّس الحاجة إلى ابتكار الحلول والمعالجات السريعة لانتشال معلمينا الأفاضل من واقعهم المأساوي، وهم من نُعوّل عليهم الكثير لتعليم أولادنا وفي تأسيس وتنشئة جيل مُتعلم ومُحصّن من كل الثقافات المغلوطة، يكون قادرا على بناء الوطن وحمل لوائه ورفع رايته خفّاقة بين الأمم وبما يتماشى مع حجم وطموح قيادتنا الرشيدة في التحرر والاستقلال وتخليص البلاد من براثن ومستنقعات الوصاية والهيمنة والتبعية للخارج والانطلاق بثبات وبقرار وطني خالص نحو استخراج ثرواتنا وبناء نهضتنا الحضارية دون الالتفات إلى رغبات وأهواء ومصالح الدول من حولنا.
-نسمع قصصا مؤثرة ومؤلمة عمّا يواجهه التربويون في حياتهم من عناء، فذلك الأستاذ الفاضل في مجمع الثورة التربوي للبنات بنقم مات قبل أسابيع بعد أن أعيته الحيلة في الحصول على ثمن الدواء، وآخر تم طرده من المنزل مع أولاده لعجزه عن دفع الإيجار، وهناك الكثير والكثير من هذه القصص الحقيقية لمدرسين جفاهم القريب والبعيد وتجاهل العالم معاناتهم ورسالتهم الإنسانية العظيمة لتبقى هذه الروايات الواقعية شاهدا حيّا على معاناة تنوء بحملها الجبال.
على مسؤولينا الكرام بوزارة التربية والتعليم وكذلك في حكومة الإنقاذ – ونحن واثقون بأنهم لن يدّخروا – جهدا -العمل سريعا لتفعيل صندوق دعم وتشجيع المُعلّم والعمل على تعزيز موارده ولو باقتطاع جزء يسير من الجهات الإيرادية أو أي حلول أخرى مناسبة، فلكل معضلة حل ولكل مشكلة معالجة، كما يجب أن تسارع الحكومة إلى إلغاء الضريبة على مُرتبات المعلمين حتى إذا جاء النصف الموعود يكون مبلغا لا بأس يعينهم على مواجهة أعباء الحياة.
ليعلم الجميع أن لا تطور ولا نهوض ولا رُقي لأي مجتمع دون الاهتمام بمعلميه وبدون ذلك سنظل أسارى لواقعنا ولن ننجح في ترجمة توجهات الدولة للتحرر والانطلاق ..وصدق الإمام الشافعي -رحمه الله- حين قال:
إنّ المُعلّم والطبيب كلاهما … لا ينصحان إذا هما لم يُكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه … واصبر لجهلك إن جفوت مُعلّما. |
|
|