عملية اسقاط الطائرة المروحية السعودية في مأرب- الثلاثاء الماضي – تمثل تحولاً في مسار الحرب العدوانية على اليمن، حيث إن اسقاط طائرة تقل قرابة 15 ضابطاً وجندياً سعودياً لا يمكن أن يكون خطأً بريئاً وبنيران صديقة على الاطلاق خصوصاً وأن مكان وزمان الحادثة لا يقبل فيهما أي تبرير على افتراض أن الطائرة السعودية سقطت فعلاً بصاروخ اماراتي في ضربة غير مقصودة، أما اذا كان اسقاطها قد تم من قبل الجيش اليمني – كما أكد ذلك مصدر عسكري- فإن هذه الضربة الناجحة تؤكد أن قوات تحالف العدوان ومرتزقتهم أصبحوا مشاريع موت وأن لا أمل يرجونه لتحقيق أي تقدم عسكري في الميدان بعد أن انتزعت الثقة من بعضهم البعض على الرغم من انهم يخوضون معركة واحدة وفي مترس واحد، ومع ذلك بات كل طرف من تحالف العدوان يسعى الى تصفية حساباته مع الطرف الآخر في معارك عدوانهم على اليمن.
والأسوأ من ذلك أن السعودية التي تقود وتمول وتدعم قوات العدوان باتت هي الأكثر استهدافاً حيث اصبح جيشها يُنهك بشكل ممنهج من خلال تعرضه لضربات موجعة في معارك اليمن سواءً من قبل الجيش واللجان أو من قبل دول خليجية أو غيرها، اضافة الى هزائم السعودية في جيزان ونجران وعسير وسقوط مناطق مهمة بيد أبطال الجيش اليمني، على عكس بقية دول تحالف العدوان التي ارسلت وحدات رمزية حرصاً على جيوشها التي تقوم بتسليحها بشكل غير مسبوق لحماية اراضيها من الخطر السعودي.
حالة من الرعب أصابت القيادة السعودية بعد خبر مصرع الضباط والجنود في اسقاط الطائرة المروحية في مأرب، وتأكدها أن ما حدث هو خيانة من قبل الفار هادي ودول خليجية وأن العملية كانت مدبرة بهدف اغراق السعودية في مستنقع حرب اليمن لسنوات وعقود وهو ما يمثل كارثة على المملكة قد تؤدي الى اسقاط نظام الحكم أو تفكيك وحدة البلاد.
القيادات العسكرية والسياسية السعودية بدأت بعد عملية اسقاط الطائرة وأحداث عدن وما يجري في حضرموت بإعادة النظر بشكل منفرد في الحرب التي تقودها ضد اليمن، ولم يعد يساورهم أي شك أن هناك دولاً خليجية تستخدم كل السبل لتدمير وإنهاك وإضعاف السعودية في اليمن، وتعد استمرار الحرب فرصة وحيدة أمامها لوقف الاطماع والتدخلات السعودية في شئونها ..
لقد اصبحت الرياض تدرك جيداً انها الخاسر الأول في هذه الحرب العدوانية ، بينما بقية الدول الخليجية تنتهز استمرار العدوان على اليمن لبناء جيوشها وللتزود بأحدث الأسلحة دون »فيتو« سعودي، ومن ذلك الامارات وقطر والكويت.. على عكس السعودية التي صارت تعاني من تمزق داخلي بشكل يصعب السيطرة عليه مستقبلاً، الامر الذي يهدد وحدة المملكة وهذا ما تتطلع اليه انظمة خليجية وعربية .
ومهما يكن فإن هذه التداعيات قد لا تتوقف عند تفكك تحالف العدوان والذي بات من المؤكد انه التحالف لن يعود الى ما كان عليه بعد أن انتزعت الثقة بين دوله من جهة، والقوات في الميدان من جهة ثانية، الأمر الذي سيفجر صراعاً على تركة الملك المريض ولن يسمح للسعودية بأن تلتقط انفاسها للبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها من هذه الحرب الظالمة..
لقاء قائد القوات البرية السعودية بالفار هادي عقب عملية اسقاط الطائرة السعودية والبحث عما اسموه بالبدائل العسكرية في الحرب ضد اليمن، يعد بمثابة اعتراف بهزيمة السعودية في الحرب وانه لابد من ايجاد بدائل أخرى والتي لم يتم الاعلان عنها، رغم أن تحالف العدوان قد استخدم كل ما لديه من بدائل في العدوان على اليمن.