في أيام ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان عليه نتذكر كربلاء مران وكربلاء الحسين قبل ألف وأربعمائة سنة وكأنها هي ذاتها كربلاء وذاته الحسين وهي نفس القضية وهو ذات الاسلام المحمدي الأصيل ، هو ذات المشروع وذات الثورة وهي نفس المسيرة القرآنية ، نذكر الشهيد القائد وكل الشهداء العظماء الذين قضوا معه وقبله وبعده وفي غير أيام الذكرى ، نذكرهم لنقتدي بهم ونستلهم الدروس ، فنحن لا نزال نحيا بالعزة والكرامة والإباء الذي اورثنا إياه هؤلاء الشهداء العظماء وعلى رأسهم الشهيد القائد رضوان الله عليه .
في الشهيد القائد ماذا عساي أن أقول !؟ وما هو القول أو الكلام الذي نستطيع به أن نفيه حقه من القدر والوصف !؟ فكل ما قيل أو قد يقال في الشهيد القائد لا يفيه حقه فهو علم الهدى ومصباح الدجى الذي أحيا الله به الشعب اليمني ليجسد النموذج القرآني الذي أراد لنا الله أن نجسده في حياتنا كما جاء في التوجيهات الإلهية في القرآن العظيم الذي جاء الشهيد القائد فأحياها في نفوسنا وحياتنا .
لقد وصف السيد القائد عبد الملك حفظه الله
الشهيد القائد في كلمته التي ألقاها يوم تأبين الشهيد القائد بأنه : الرجل الذي كان بحقٍ حليف القرآن، ومن القرآن الكريم قدّم للأمة رؤيةً فريدةً مسددةً جمعت بين العمق والوضوح والمصداقية وسعة الأفق والفاعلية والتأثير، وكشف بها زيف الأعداء ومكائدهم ومؤامراتهم . وهذا هو والله ما كان عليه الشهيد القائد وما عجزنا أن نعبر عنه بكلماتنا قولا وكتابة أوجده السيد القائد حفظه الله .
الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه علمٌ من أهم أعلام اليمن وقاماتها الذين صنعوا فيها الأحداث وأثروا فيها تأثيرا كبيرا على مستوى المجتمع اليمني بل وعلى مستوى المنطقة العربية كلها ، بل انه استطاع بفضل الله وتأييده ونصره أن يحقق ما لم يستطع تحقيقه أحدٌ من أعلام اليمن وذلك بعظيم قيمة ما قدمه للمجتمع اليمني والأمة من هدى ورؤية قرآنية ومشروع حياة كريمة عزيزة للأمة كما أراد الله لنا أن نكون ، هو الذي انطلق بهوية يمانية إيمانية أصيلة وحمل الروحية الجهادية الراقية في مسيرة قرآنية لتغيير الواقع البائس الذي تعيشه الأمة وكانت البداية بثورة العقول التي غيرت منظومة أفكار المجتمع والأمة بهدف تحرير العقول والأرواح والإرادة لتتحرر الأمة من الضلال والتيه الذي تعيشه والظلم والإستبداد الذي تحيا به وقيم الجهل والشر الذي تحكم حياتها والطاغوت الذي يتحكم بها ويقودها فاستطاع بفضل الله هو وفتية الكهف الذين معه ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) أن يحرروا العقول لتستطيع أن تميز بين الحق والباطل والحقيقة والخداع والصدق والكذب وجعلوا القرآن الكريم لهم منهجاً ومرجعاً لأن فيه كل ما يحتاجه الانسان من هدى وبالمحاضرات التي بدأت في ٢٠٠٢ والملازم التي انتشرت فيما بعدها تحررت العقول والأرواح تحررت من الخوف وصار العزم في فتية المسيرة الذي آمنوا بربهم فزادهم الله هدى بالأمس بأساً شديداً بقوة الله يضربون به كل باغٍ أتاهم ، وما جسده الشهيد القائد في حياته كما في استشهاده عظيم عظيم على منهج مدرسة نبوية محمدية أصيلة امتدادها قديمٌ منذ فجر التاريخ فهي سيرة الأنبياء والرسل والأولياء أعلام الهدى ، فكان الشهيد القائد هو حسينُ زماننا في كربلاء مران وعلى منهجه مضينا بقيادة السيد القائد العلم عبدالملك حفظه الله وأيده بنصرٍ من عنده عزيز على نفس المنهج والسيرة متوكلين على الله مستمدين منه كل خير وكل نصر فهي إرادته وتوجيهاته القرآنية ما نستضيء بها في سبيل الله .
حين نريد ان نتحدث عن الشهيد القائد ؛ التاريخ والنضال ، التربية والكفاح ، المنهج والمشروع ، المسيرة والجهاد ، الشهادة والإستشهاد ، وما بعد الإستشهاد نحتاج ان نقوم بعمل مشروع كبير قد يصل الى مجلدات ، لكننا هنا بصدد الحديث عنه في ذكرى إستشهاده ، وفي الواقع منذ اليوم الاول يعرف الجميع ان استشهاد الشهيد القائد في كربلاء مران في العام 2004 م كان فاجعة كبرى كفاجعة المسلمين بالإمام الحسين بن علي بن ابي طالب في كربلاء العراق ، وكما كان الشهيد الحسين ابن علي رمزا للثورة على الطاغوت والشهادة في سبيل الله وانتصار الدم على السيف في مواجهة الظلم والإستبداد وقدوة للجهاد والإستشهاد كان الشهيد القائد قدوة للثوار ومعلما ملهما لهم لايزال يقودنا بتوجيهاته حتى اليوم حتى بعد استشهاده حتى ونحن نواجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي العالمي على اليمن لازلنا نلتزم بتوجيهاته وتعليماته لنا وتذكيره ونلتزم برنامجه الثقافي والتربوي الذي أحيا فينا الروح الجهادية وحررنا ، هو الشهيد القائد باعث الجيل الجديد و ذلك ليس لقبا نعطيه للشهيد القائد فهو لا يحتاج ان نعطيه لقبا لا يستحقه ، بل هي الحقيقة التي يدركها حتى المجتمع اليمني بوعي ، فإستشهاده كان مرتبطا بشكل مباشر بما استهدف من أجله وهو المشروع القرآني والثورة على الواقع البائس والظلم والإستبداد.
وحالة الإنهزام والتخاذل والخضوع والإستسلام للعدو تحضيرا لإحتلال اليمن كما فعلوا في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وكان الدور على اليمن ، وكانت الحروب الست على صعدة فاتحة هذا الغزو والإحتلال و كان العدو وأدواته في الداخل و الخارج ترى أن التخلص من شخصية كالسيد حسين قبل الغزو والإحتلال أمر ضروري لأسباب لا يتسع المقام هذا لسردها وتفصيلها .
ستخلد هذه المواقف والأحداث والمحطات والنقاط المحورية في حياة اليمنيين والعالم في ذاكرة الأجيال ، وستكون سيرته و نضالاته وتضحياته العظيمة و رؤاه الحكيمة مرجعية كبيرة لدراسات وبحوث على مستوى البشرية . فهو يستحق اكثر مما نقوله ونكتب عنه أو نحكي عنه بل أن الأجيال القادمة ستكون تواقه لمعرفته أكثر من ذلك بكثير وستنصفه الأيام و الأجيال ولا يكون مبالغة ان نقول عن الشهيد القائد أكثر مما قيل وسيقال ويفترض أن يقال ...