الاعلام السعودي ينفض عنه الكسل في استقبال “المنصور بالله” بو ايفانكا ترامب .. بين “الحزم “و”العزم” الكذبة واحدة : ادفعوا الجزية صاغرين..
“على السعودية ان تدفع ” ..
شعرت بالخجل وقررت ان اكتفي بهذه التغريدة التي تختصر كل شيء وانا اتابع تقريرا “ذكيا ” لقناة “دوتشه فيليه ” الالمانية تطرقت فيه لابرز تغريدات دونالد ترامب عن المملكة العربية السعودية قبل ان يحل عليها “ببركاته ” و اقدامه “الطاهرة ” .
وللامانة شعرت بالدوار قبل ان اخط هذه الكلمات فمن اين ابدأ ؟ وكيف سانتهي ؟ و”خيرات ” الاعلام السعودي علينا و “نعمه ” عديدة لا تعد ولا تحصى .
فهل اتطرق “للدعاة ” الذين اغدقوا على “ضيف المملكة الكبير ” او بالاحرى “ضيف الامة ” بأكملها بالدعوات حتى انني توقعت ان يكون “أبو ايفانكا ” محور خطب الجمعة لكل المساجد من المحيط الى الخليج {هو يستحق بصراحة وهو من توحدت على يده الامة } ؟
وبيني وبينكم انا لم اصلي صلاة الجمعة لهذا السبب بالذات فقد خشيت الا اكون “أهلا ” للدعاء “للمنصور بالله ” الهمام الذي سخره الله لنا لانتشالنا من القاع , وهذا ليس كلامي وحدي فقط ,والدليل ان “الشقيقة الكبرى ” حامية العرض والشرف خصصت حملة اعلامية ضخمة لهذا الغرض “النبيل ” واستهلتها بايات من سورة “الحجرات ” بالذات وعنوان عريض هو “الشعار الرسمي ” وجاء كما يلي “العزم يجمعنا ” .
نعم فبعد ان لطخ “الحزم ” جاء دور “العزم ” هو الاخر ,اما عن الافلام الوثائقية الخاصة بالمناسبة “العظيمة ” فانا فعلا مندهش حتى ان “الندم ” اصابني في مقتل ذلك انني كنت فيما مضى “التوبة لن اعيدها ” اظلم هذه المؤسسات الاعلامية بشكل لا يحتمل واثبتت الان العكس اي انها تعمل بكد واجتهاد لتقديم منتوج يليق بها وبميزانياتها الضخمة .
فانظر كيف اصبحت قناة “الاخبارية ” وكيف خلعت رداء “الكسل ” وصار تنتج وتوزع لا بل و “تبدع ” في انتظار صاحب الطلة البهية التي ستسعدنا جميعا ,اشدد على صيغة الجمع حتما ذلك ان “حس ” و روح “الجماعة ” حاضرة بقوة في مواد الاعلام السعودي الذي يحب الحديث باسلوب “الشقيقة الكبرى ” الناصحة الخائفة على اخوتها الصغار لذلك “تضمنا ” لكل “وليمة كبرى ” واذا لم تصدقوا كلامي ..اسالوا اهل اليمن ..
نعم “العزم يجمعنا ” ولكن من أجل ماذا يا ترى ؟
الا يشعروا هؤلاء بالعار والخزي وهم يريدون استغفالنا بهذا الشكل المخزي ؟ هل المتلقي والمواطن العربي “غبي ” لدرجة تجعله غير مدرك اننا في حفل تقديم فروض الطاعة والولاء ودفع “الجزية ” صاغرين ؟
بالورقة والقلم ,ما دور هذا المولود “المشوه ” الجديد الذي سيطل علينا من الرياض سوى تكريس الخراب والدمار والشتات لهذه الامة وابناءها ؟ وماذا عن فلسطين القضية المركزية التي لم ولن يكلف النظام السعودي نفسه عناء ذكرها الا لغرض واحد هو “التصفية النهائية ” ؟
ما اثبته هذه الحملة الرخيصة {لا اقصد الناحية المادية بالطبع } ان الاعلام السعودي والعربي حين يريد التحرك من اجل “كارثة ” ما فهو يصبح نشيطا وفاعلا وحين يتعلق الامر بقضايا جوهرية اصلية تمس الجميع على غرار ماساة سوريا وكوارث اليمن الذي تنخره الكوليرا والجوع وصمود الاسرى الفلسطينيين في سجون العار فان “الديباجة ” القديمة الجديدة تكون هي الطاغية .
ولكن هل هناك فعلا “عاقل ” على وجه المستديرة يمكن ان تنطلي عليه كذبة ترامب والسعودية هذه ؟
ختاما ادعو كل الدعاة وتحديدا “نجوم الشاشة ” الى اليقظة اثناء خطاب “الضيف الكبير ” عن الاسلام لعلهم يستنيرون بعلمه وتعم الفائدة على صفحاتهم بالتويتر وبرامجهم في الشهر الفضيل ؟
قالها احمد مطر يوما ما :عرب ولكن لو نزعت جلودهم لوجدت اللبن أمريكان .
* نقلا عن رأي اليوم