في خطاباته الأخيرة أمام قيادة الدولة وضع رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، وحدّد أولويات المرحلة القادمة..
وهي بناء الإنسان والذي يعد أَسَاس التنمية وهو عمودها، فرقي وتطور الشعوب لا يقاس بالجسور والأنفاق وناطحات السحاب بقدر ما يقاس ببناء ورقي الإنسان والذي يكون أَسَاس بناء الإنسان هو التعليم، والذي نحن لا زلنا بعيدين عن التعليم الحقيقي الذي يبني الإنسان ويرفع من قيمته ومكانته.
ومن أولويات المرحلة التي حدّدها الرئيس هي توفر الخدمات في ظل الظروف الصعبة، وهذا هو المقياس الحقيقي للمسؤول الناجح والمخلص وبين المسؤول الفاشل الذي يتحجج بعدم توفر الإمْكَانيات وانعدام الموارد، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن حرب وعدوان وحصار وللعام الثامن، بالإضافة إلى تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي ألقت بظلالها على الوضع في اليمن وزادت من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأَسَاسية القمح والسكر والزيوت والأرز والمشتقات النفطية، فَـإنَّ من الأولويات هي التوجّـه الجاد نحو الاكتفاء الذاتي، والوقوف إلى جانب اللجنة الزراعية والسمكية العليا ودعمها ومساندتها، فَلديها مشاريع هامة وبرامج وأنشطة من شأنه أن تحقّق الاكتفاء الذاتي لليمن في وقت قياسي.
كما أن من ضمن الأولويات هي أن على كُـلّ شخص أن يستشعر المسؤولية كُـلّ في مجاله ومكانه ومنصبه، فالكل مسؤول، وبناء اليمن مسؤولية جماعية، وأن على كُـلّ مسؤول أن يدرك أن الاستبدال هي من سنن الله في الحياه، فإي شخص مقصر في عمله ومتهاون ومفرط، سيتم استبداله كما أوضح الرئيس المشاط، فشعبنا يستحق توفير كُـلّ الخدمات له وهذا حق من حقوقه، في الأيّام العادية فما بالك وهو صابر وصامد طيلة ثمان سنوات، قدم فلذات كبده في سبيل العيش بحرية وعزة وكرامة.
ألا يستحق أن توفر له الماء والكهرباء ولقمة العيش؟! ألا يستحق أن تضبط التجار المتلاعبين والمغالين والمستغلين للوضع الاقتصادي؟!
فالمرحلة القادمة نتمنى أن يلمس المواطن كلَّ ما يسمعه ويشاهده في الإعلام من ورش وندوات ومحاضرات، وأن على كُـلّ مسؤول أن يستشعر المسؤولية ويخاف الله، وعلى الدولة أن تضرب بيد من حديد، وأن لا ترحم كُـلّ متقاعس ومتهاون ومفرط في أداء واجبه.