الجزيرة و العربية في الجزيرة العربية شبكتان اعلاميتان بإمكانات هائلة وباذحة حاولت مصادر تمويلهما تقاسم النفوذ في الجزيرة العربية مثلما تقاسمتا الاسم الجزيرة والعربية
تلكما الوسيلتان الإعلاميتان اللتان تمتلكهما قطر والسعودية طالما كانتا مسخرتين في خدمة مصالح العم سام في المنطقة حسب امكانية النظامين العميلين له في البلدين فعندما ارادت قطر ان تمارس دورا اقليميا أكبر بكثير من حجمها اتجهت الى الطريق الاسرع والاقرب نحو هدفها بإقامة علاقة ودية وجدية واقتصادية مع الكيان الصهيوني الذي كافأها بتزكيتها لدى الأمريكان
وفي سبيل خلق توازن القبول لدى الشعوب العربية التي ترفض التطبيع وتخون المطبعين اتجهت قطر الى الإخوان لتحسين صورتها مستغلة خبرتهم المشهودة في ذلك فرحبت بهم في قصورها و فتحت لهم استديوهات الجزيرة أحضانها وأسكنتهم حدقات كاميراتها فانجذبوا اليها واعتبروها منبرهم المفتوح الناطق بلسانهم والمعبر عن مواقفهم حتى تم احتواؤهم وتقديم اوراق إعتمادهم رسميا وكلاءا للمشروع الامريكي برعاية قطرية وبدأوا التحرك في كل الاقطار التي يتواجدون بها مدشنين موجة من الصراعات التي لم تخمد نيرانها بعد
عندها نالت قطر وحكامها رضا سيدها الكبير وحازت اعجابه فصار يوكل اليها مهمة تسيير أعماله وتنفيذ مخططاته وتحقيق مصالحه في المنطقة
الأمر الذي أضرم خناجر الغيرة في هشيم انحطاط النظام السعودي وانتفضت في داخله العمالة كبركان لايهدأ وأهتدى بعد عناء وطول عداء مع قطر وترسانتها الاعلامية الى مواجهة القناة بالقناة فأنشأ قناة العربية وأجرى الود في مجاري علاقاته القديمة المتجددة بالحركات الارهابية مع مراعاة الحرج الذي قديصيب سيده الأمريكي ان ظلت تلك الحركات بمسمياتها وقيادتها القديمة التي أعلن الامريكي الحرب عليها بعد إنتهاء فترة خدمتها وأداء مهماتها بنجاح .
انطلقت قناة العربية وخلفها ترليونات الاسرة العابثة تروج لمولود المخابرات الامريكية الجديد ويدها الضاربة في تمزيق الاوطان وتشويه الأديان (داعش) الاسم الحصري الذي سوقته العربية حتى صار ماركة ارهابية مسجلة فبثت له التسجيلات الصوتية ونشرت له مقاطع الفيديو عن جرائمه المروعة عمدا لتجعل منه اسطورة لاتقهر ولاترحم .. (داعش) الكبسولة الحاملة لفيروس الطائفية المصمم خصيصا لتدمير ما تبقى من الجهاز المناعي في التفكير العربي والاسلامي .
ولما كانت اداة التنفيذ السعودية أقل تكلفة وأسرع فتكا من الاداة القطرية بل وأسهل تفعيلا اهدى الامريكي توكيلا حصريا للعميل السعودي في تنفيذ ما تبقى من الخطة وكلفها بقيادة معسكر الانبطاح في مواجهة معسكر المقاومة ولو على حساب بقية العملاء حتى الاكثر ولاءا.
فيصرخ الامير الشاب بعد طرده من مضمار الخدمة وقد صارت الأداة التي ورثها عن والده ووجدها في اجنحة قصوره ومنابر مساجده (الإخوان) هدفا لسيده الأمريكي .. حتى ترسانته الاعلامية التي اطاحت بعروش وأبادت شعوب بدات تفقد بريقها وسحر تأثيرها .. يصرخ الما وندما أم قلقا وتخوفا ؟؟ لافرق فكلها عناوين حسرة وخيبة وأمل .. يصرخ محاولا استرجاع وتوظيف بعض المصطلحات التي طالما وظفها والده الحيزبون لتحسين صورته المشوهة بعلاقات العمالة والتبعية لأمريكا وخيانة قضية الأمة الكبرى مع الكيان الصهيوني .. يصرخ ولكن ولات حين مناص فقد استنفد كل اسلحته بما فيها سلاح المناورة والمراوغة حين حيد الفصيل الذي يتبناه ويستحوذ على قراره عن معادلة المقاومة
ما أسخفه صراع العبيد على النفوذ وما اتفه العبيد وهم يتسابقون لأرضاء سيادهم على حساب الأحرار الذين سيقتلعونهم مع أسيادهم من عروق وحلهم يوما ما و عما قريب جدا .