عبدالمنعم سليمان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
بحث

  
نحن المرتزقة؟!
بقلم/ عبدالمنعم سليمان
نشر منذ: 6 سنوات و 11 شهراً و يوم واحد
الجمعة 26 مايو 2017 11:27 م



انفطر قلبي وغالبت دموعي وشعرت ببكاء كل ذرة في كياني وانا أشاهد الصور التي نشرتها وسائل الإعلام اليمنية أمس ، وتُظهر جثث العشرات من الجنود السودانيين .. قتلوا بواسطة قوات المقاومة اليمنية الباسلة في مديرية "ميدي" باليمن الأحد الماضي. 

وما أقسى ان يتعاطف المرء مع القاتل والمقتول .. وينحاز للطلقة وللصدر الذي اخترقته في آن ! هذه المشاعر الغريبة والمختلطة انتابتني وانا أطالع جثث الجنود متفحمة ومتعفنة في الصحراء كما الفرائس .. بعد ان غرر بهم رئيسهم المرتزق ، ورماهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، مقابل حفنة من الدراهم يواري بها سؤاته.. ولن يواريها !

لم أغضب لصمت المرتزق الذي رمى جنوده في جحيم اليمن .. فلم يُعرف عنه بانه انسان يتألم كما يتألم شعبه .. ويشعر بالعار الذي شعر به أي سوداني لديه ذرة من الكرامة.. بل اغضبتني حالة الصمت العامة في المواقع السودانية .. وكأن الجثث لكائنات من كوكب آخر ! فعندما تفتح أسواق النخاسة من جديد بقرار من رئيس الدولة ، وتصبح الأرواح سلعة تباع في الأسواق .. وعندما تسترخص الأنفس وتهان الكرامة بهذا الشكل الفاضح ، فان الإدانة بـ"الكيبورد" تصبح من أضعف الايمان بالوطن .. ويصبح الصمت جريمة ضده !
ان غالبية أهل السودان يشعرون بالعار يكللهم من رؤوسهم إلى اقدامهم .. بعد ان ورطهم "رئيسهم" الذليل في حرب ضد أهلهم باليمن .. وبعد ان أصبح لقب "مرتزق"في اليمن ماركة مسجلة باسم "السوداني" ، والذي كان: مدرساً يبني العقول ، ومهندساً يقف كالنسر على قمم الجبال مشيداً للمباني ، وطبيباً يعالج الأبدان في القرى والفيافي ، فاستحوذ على حب واحترام جميع طوائف الشعب اليمني، شمالاً وجنوباً ..

 وقد حكى لي صديق حقوقي أثق في حديثه: ان قاضي يمني سابق قال له: ان القضاة في اليمن كانوا يعتبرون شهادة السوداني شهادة حاسمة ومبرئة في أي قضية تعرض أمامهم .. وذلك لما عُرف عنهم من صدق ونزاهة وإستقامة أخلاقية ! فأين كنا وأين وصلنا وإلى أين نسير ؟

تحكي القصة المعادة عن أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه ، انه نادى على الشاعر "الحُطيئة" - الهجّاء الشهير - الذي لم يوفر أحداً إلا وهجاه .. طالباً منه التوقف عن ذم الناس وسبهم ، فرد الحطيئة قائلاً : إذاً تموت عيالي جوعاً يا أمير المؤمنين ؟ فإشترى منه عمر بن الخطاب أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم ، وأخذ منه العهد على ذلك .
ذهب "عمر بن الخطاب" الذي اشترى أعراض المؤمنين إلى رحاب ربه ، وبقى "عمر البشير" يبيع أرواح السودانين بثلاثة آلاف درهم اماراتي ! فمن يشتري منه أرواحنا وأعراضنا وكرامتنا ؟ من ؟.
...
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
فيتو في وجه العالم
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي الدرواني
اليمن يستنزف أسطول العدوان في البحر الأحمر
علي الدرواني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
مقالات ضدّ العدوان
عبدالله علي صبري
الحل الإنساني وصفقة ولد الشيخ ..
عبدالله علي صبري
حِميَر العزكي
كتب عليكم القتال .. كما كتب عليكم الصيام
حِميَر العزكي
زينب عبدالوهاب الشهاري
قِبلة الأحرار
زينب عبدالوهاب الشهاري
د.أسماء الشهاري
درر الخواطر عن العاصفين في وجه المخاطر
د.أسماء الشهاري
حِميَر العزكي
نفوذ العبيد .. من يخدم أمريكا أكثر ..!
حِميَر العزكي
عبدالله علي صبري
قمة السقوط والكوميديا السوداء
عبدالله علي صبري
المزيد