عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
المرتزقة وواقع حالهم المزري
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 5 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 27 مايو 2022 10:11 م


 

يبدو أن التحالف وصل إلى حالة إشباع من حركة القتل والتجويع ومن الحصار الذي مارس غوايته فيه على مدى أعوام سبعة مضت، ولذلك فقد الحماس الذي بدأه في مارس من عام 2015م، فهو لم يصدق الثابت التاريخي القائل: اليمن مقبرة الغزاة، حتى تيقن منه خلال سوالف الأعوام والسنين، ويبدو أنه لا يستفيد كثيرا من عظات التاريخ ولا من قوانينه إذ ظن أنه قد صنع واقعا جديدا في اليمن من خلال تجميع المرتزقة في بوتقة مجلس القيادة، وظن أنه قد يستطيع من خلال مجلس القيادة أن يمرر ما يشاء من أجندات، ولكنه لم يدرك حجم التناقض الظاهر والباطن في أعضاء المجلس، فقد كانوا أمراء حرب، وهم على تناقض بيّن وواضح، فلا جامع يجمعهم، ولا قضية لهم سوى مع أنفسهم، ومصالح أنفسهم، أو ما يصنعونه من مجد وأثر لأنفسهم، وما سوى ذلك لا يمكن التعويل عليه، وقد سبق لي أن كتبت ذلك في تناولات سابقة، ولم يطل المدى حتى قالت الأيام ما ذهبنا إليه من بيان وتوضيح .
اليوم التوتر على أشده في المناطق المحتلة بين أمراء الحرب الذين يشكلون قوام مجلس القيادة، وكل فصيل يريد أن يقول للسعودية وللإمارات أنه الأقوى والأكثر أثرا وسيطرة، ولذلك تنشط في صفوف المرتزقة حركة الاعتقالات، ونسمع تنابزا كثيرا، وتهديدا من بعضهم لبعضهم، وكادت النزعة الذاتية تعلو في الخطاب، وكاد أمراء الحرب أن يعلنوا مواجهة بعضهم بعضا، كدورة تاريخية تعتادها عدن منذ زمن، ومثل ذلك كائن لا محالة ولن يطول أمد انتظاره .
ذلك ما يحدث اليوم في صفوف المرتزقة في الميدان كما تتداوله الأخبار، وثمة أمر آخر يظهر اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يخوض الإخوان مع أنفسهم جدلا واسع النطاق، إذ تفجر الحدث من خلال الفتاوى التي أطلقها بعض رموز الإخوان بعدم جواز الترحم على الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وقد تصاعد إلى درجة التراشق اليومي وتفنيد الأفكار، ويبدو أن صاحبة نوبل – وهي قيادية في حزب الإخوان – تقود حملة تطهير للجيل التقليدي وقد تجرفه من الواجهة السياسية من خلال الكثير من الأنشطة والتفاعلات التي تقوم بها خارج اليمن أو داخله، فحزب الإصلاح قد يحمل وجها آخر غير الذي كنا نعرفه في سالف أيامنا من خلال حالة التجريف التي تنتهجها توكل كرمان للوجوه القديمة، وللفكر القديم، والسلوك القديم، وقد شعر قادة الإصلاح بخطورة ما تقوم به توكل المدعومة من الغرب فلم يسعهم إلا معايرتها بفقرها وعوزها قبل 2011م، وقال أحدهم: إنها لم تكن تجد قيمة فرشاة أسنان لتنظيف أسنانها، وتساءل عن الأموال التي تنشط بها هذه الأيام، وهو تساؤل يطوي المرارة والحقد في حنايا أضلعه ولا يخلو من مكر كعادة الإخوان .
في الطرف الآخر لتيار الإخوان وبعيدا عن التآكل البيني، يطل الانتقالي الذي يناصب الإخوان العداء الشديد وبالتالي فحالة الترقب والتصفيات بين الانتقالي والإخوان تنشط بوتيرة عالية فلا يمر يوم دون أن تسمع بتفجير أو اغتيال هنا أو هناك، أما معسكر العمالقة فهو يحمل بذرة الفناء في تركيبته، فهو خليط متجانس من جماعات ترتبط ارتباطا وثيقا بأجهزة استخبارية ولذلك سيكون أقرب إلى التنافر أو الانفجار منه إلى الانسجام أو التناغم، وكل أولئك لا تجمعهم قضية .
ويبدو لي أن الحلقة الأضعف هي حلقة العليمي، فهو لا يملك امتدادا في الميدان، وربما قد يجد في طارق عفاش ملاذا، بيد أن طارق – وإن بدا أنه أكثرهم قوة وعتادا وتنظيما – بدون آيديولوجيا، وبدون مسار ثقافي واضح، ولا يملك هدفا وطنيا نبيلا، كما أن مكونه العسكري وإن كان ظاهره الوحدة إلا أن جوهره الشتات والتنافر، وربما كانت توكل أكثر ذكاء من طارق عفاش، فهي لا تملك جيشا ولا سلاحا لكنها تملك حضورا ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا يجعل منها أكثر شعبية من فيالق طارق التي سرعان ما تبتلعها رمال اليمن المتحركة .
ويبدو لي – من خلال المعايشة والتجارب – أن مشروع توكل الثقافي والإنساني أخطر على اليمن من أي مشروع آخر، فهو مشروع يتكامل مع الاستراتيجيات الغربية في السيطرة على الموجهات الثقافية، ولها نشاط ملحوظ في هذا الاتجاه، فما إن يأن أديب أو فاعل ثقافي أو فنان إلا وتسارع إلى الإعلان عن مساعدة لهذا أو ذاك، كما أنها تبذل المال بسخاء في نشر أعمال الأدباء عن طريق مؤسسات ودور نشر بشكل مباشر أو غير مباشر .
الخيار العسكري فشل في اليمن لكن العدو يستخدم اليوم خيارات أخرى ومنها الخيار الثقافي والإنساني، وهو ينشط في هذا الاتجاه نشاطا ملحوظا منذ أمد غير قصير، وهذا النشاط في أوج الذروة من خلال حالة التفكيك لنظام الإخوان العام والطبيعي، والتسويق لمشروع توكل على حساب مشاريع أخرى لم تعد مجدية من وجهة نظر اللاعب الدولي، وعلينا أن ندرك هذه الظاهرة ونحاول فهم ما يحدث حتى نتمكن من السيطرة على مقاليد المستقبل ونحافظ على الانتصارات والتضحيات التي قدمها شعبنا من أجل الحرية والاستقلال والسيادة .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
قادرون على حل مشاكلنا ..ولكن!
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالملك سام
الهدنة مع أهل الفتنة!
عبدالملك سام
عبدالكريم محمد الوشلي
شعار الصرخة.. نظرة في العمق
عبدالكريم محمد الوشلي
خالد العراسي
أضغاث هدنة
خالد العراسي
مجاهد الصريمي
اغتيال الآمال
مجاهد الصريمي
مرتضى الجرموزي
مجلسُ العار والوَحدةُ اليمنية
مرتضى الجرموزي
المزيد