تواصل الأمم المتحدة جهودها غير المخلصة لحل ما تسميه تارة (الصراع في اليمن) وتارة (الأزمة اليمنية) وتحاول إقناعنا عبثا أنها جادة في دعواتها وتحركاتها الداعمة للسلام والأمن والاستقرار في اليمن، لكنها سرعان ما تفضح نفسها بمواقفها وقراراتها التي لا تصب في هذا الجانب، ومن يستمع لإحاطات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ أمام مجلس الأمن يدرك جيدا أن الأمم المتحدة غير جادة في مواقفها وتحركاتها لأن من مصلحتها إطالة أمد العدوان والحصار، وعدم التوصل إلى حل شامل ينهي الأزمة اليمنية بكل تعقيداتها.
إن الحديث عن السلام في اليمن لا يحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة ولا غيرها ، كون السلام جزء من ثقافة وهوية اليمنيين ، فاليمنيون عرفوا على الدوام بسلميتهم وتسامحهم ، وعلى الرغم من الخلافات والتباينات والصراعات التي تعصف بهم إلا أنهم يمتلكون القدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم ، في حال توفرت لديهم الرغبة الصادقة و الأكيدة لبلوغ ذلك ، وأعتقد جازما أن الكثير من الأطراف المرتمية في أحضان السعودية والإمارات ممن لا مصالح لهم ولا مكاسب من وراء العدوان والحصار تنتابهم هذه الرغبة ويمنون أنفسهم ببلوغها ، لكن المشكلة تكمن في الدخلاء الذين يحشرون أنفسهم في ما لا يعنيهم وينصِّبون أنفسهم أوصياء على اليمن واليمنيين ، من آل سعود وآل نهيان وأذنابهم السعوديين والإماراتيين ومن دار في فلكهم .
هؤلاء الأوغاد الذين يرون في استقرار اليمن ، وراحة وسعادة اليمنيين خطرا عليهم وتهديدا لمصالحهم وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان ، هكذا من باب الحقد والبغض الذي ينم عن عقدة نقص ملازمة لهم تجاه اليمن واليمنيين ، إنها وصية مؤسسهم الهالك التي بالغوا في تنفيذها وتفوقوا عليه في حقدهم ، رغم أنه لم يحصل منا ما يثير لديهم الريبة، ويبرر لهم كل هذا الحقد غير المبرر على دولة شقيقة وجارة لها ، وشعب شقيق أسهم الكثيرون من أبنائه في بناء وتعمير بلدانهم بعد أن كانت عبارة عن تجمعات للبدو الرحل .
يعمدون إلى استخدام بعض اليمنيين لتنفيذ أجندتهم، ويعملون على توريطهم وإيقاعهم في مستنقع العمالة والخيانة تحت إغراءات المال والسلطة والنفوذ، ويمارسون عليهم صنوف الابتزاز والإذلال، ويعطون لأنفسهم الحق في انتهاك سيادة دولة مستقلة، وشن عدوان غاشم عليها، وفرض حصار جائر على شعبها، تحت مبرر شرعية زائفة، أسقطوها لاحقا وأعلنوا البراءة منها بعد أن انتهت صلاحيتها، وباتت غير مهيأة للتعاطي مع الواقع الجديد، بما يحمل من أجندة ومشاريع جديدة.
يتآمرون علينا منذ تأسيس مهلكتهم، يقتلوننا منذ أكثر من سبع سنوات، ويقدمون أنفسهم للعالم حمامات سلام وسائل محبة ودعاة إصلاح، بنفطهم وأموالهم أقنعوا المجتمع الدولي والعالم المنافق بأنهم يقتلوننا من أجل مصلحتنا، وينتهكون سيادة وطننا ويتآمرون على وحدتنا من أجل الحفاظ على سيادتنا ووحدتنا، وأنهم يحتلون جزرنا ويبسطون نفوذهم على عدد من محافظاتنا من أجل حمايتنا وتأميننا، وأنهم ينهبون ثرواتنا ومقدراتنا من أجل سعادتنا وراحة بالنا، وبكل سخف ووقاحة وقلة حياء يريدوننا أن نصدق ذلك ؟!!!!
من يهمه أمر اليمن واليمنيين ويريد لهم الخير والسلام، ولديه الرغبة الصادقة في الإسهام في تقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين ورأب الصدع؛ عليه أن يأتي من الباب كوسيط لا أن يتسلل من النافذة كلص، مللنا من (فوبيا الخطر الإيراني) التي تجعل منها أمريكا والسعودية شماعة يبررون من خلالها عدوانهم وحصارهم على بلادنا، مللنا من تقمص السعودية دور المصلح، إلى هنا ويكفي، ليتركونا في حالنا، وسنحل مشاكلنا التي كانوا هم السبب فيها بأنفسنا..