على القيادة السياسية والحكومة أن تخاطب الأمم المتحدة رسمياً بأن عدم تنفيذ بنود الهدنة الحالية قبل انتهاء فترتها يعني عدم النظر في أي طلب بشأن تمديد الهدنة، فالعدو يماطل معتقداً أن عدم تنفيذ البنود سيكون مبرراً للقبول بتمديد الهدنة.
أبلغوها، رسمياً وليس عبر تصاريح وتغريدات، أن العكس هو الصحيح؛ لأن المؤشرات توضح أن العدو مطمئن جداً؛ لأنه قبل الهدنة حرص على تشديد الخناق مما تسبب بأزمات لم يسبق أن مررنا بها.
فمثلاً، كانت أزمة النفط ومشتقاته قد وصلت ذروتها بسبب حجز السفن، وأيضاً حجز القاطرات في المناطق المحتلة، بمعنى أنه قطع الشريان الرئيسي والشريان البديل. أما عن مطار صنعاء فكان مغلقا بشكل كلي أمام المواطنين. والملفات الإنسانية كانت مجمدة تماماً. ويظن العدو أن اليمنيين سيفضلون الانفراج الجزئي على استمرار الأزمة، بل وتفاقمها، وسيسعدون لتحرك الملفات الإنسانية، وذلك سيمنحنا أملاً وسيجعلنا نؤيد التمديد، وسنتخوف من عودة الوضع إلى ما كان عليه، بعد أن عشنا أصعب سنين العمر وكان العام يمر وكأنه عشرة أعوام!
ففي اعتقاد العدو أننا سنكون ممنونين لهم لمنحنا فتاتاً من حقوقنا المشروعة! الموضوع أشبه بامتنان المرتزقة لما تسمى “الوديعة السعودية”. ورغم أن جميع الأموال، سواء كانت وديعة أو قروضاً أو حتى مساعدات وهبات، لا تساوي 5% مما نهبته السعودية وأسيادها من ثروات اليمن، إلا أنها كانت مشروطة بشروط مجحفة تقتضي التنازل عن السيادة والثروة.
مشكلة السعودية دائماً تكمن في اعتقاداتها وحساباتها الخاطئة وسوء التقدير، وظنها أن جميع اليمنيين عبارة عن نماذج لا تختلف عن العملاء والخونة الذين جعلوا من اليمن حديقة خلفية لها. ولم يستوعب صهاينة العرب حتى هذه اللحظة أنهم يواجهون شعباً مفعماً بالعزة والكرامة، ولا يخنع إلا لله عز وجل.
نعم، نرجو ونتمنى تحقيق السلام؛ لكن بشرط أن يكون سلاماً عادلاً. ونحلم بانتزاع حقوقنا؛ لكننا لا نريدها حقوقاً منقوصة ومشروطة، وبالتالي فلا خيار آخر لنا بشأن العدوان غير الصمود حتى النصر بإذن الله تعالى.
ولو تم طرح مسألة تمديد الهدنة لاستفتاء شعبي، لاختار شعبنا الصامد استئناف معركة التحرير؛ لأننا كشعب لم نلمس ما يجعلنا نتمسك بالهدنة.
أخيراً: نأمل ألا نمضي نحو المفاوضات النهائية إلا بعد حل جميع القضايا الإنسانية، حتى لا نترك للعدو مجالاً للمساومة والمقايضة. وفي الأول والأخير نحن مسلمون للقائد علم الهدى، وملتزمون بكل ما يوجه به.
* نقلا عن : لا ميديا