عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية
هل سيُؤرِّخ العام الجديد لطرد جميع القوّات الأمريكيّة من سورية؟

بحث

  
ترامب ومليارات الخليج
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: 6 سنوات و 10 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 31 مايو 2017 01:00 ص


ترامب يتباهى امام الأمريكيين بمئات المليارات التي جلبها من رحلته الشرق أوسطية ويبشرهم بآلاف الوظائف.. هل رهان بعض العرب عليه كان صائبا؟ وماذا لو رحل قبل نهاية العام مثلما تشير معظم التوقعات؟ وهل سيكون زوج إيفانكا الجميلة احد الأسباب؟

عندما يغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد عودته من جولته الخارجية الأولى منذ توليه السلطة بان “جرابه” يزدحم بحوالي نصف تريليون دولار على شكل صفقات أسلحة باعها للعرب، وللسعوديين منهم خاصة، ستخلق مئات الآلاف من الوظائف للامريكيين، فان هذا يشكل إهانة لمضيفيه العرب الذين عقدوا له القمم، واكرموا وفادته، ورقصوا طربا احتفالا بمجيئه، وحشدوا له زعماء وممثلي 56 دولة إسلامية للتصفيق لخطابه الذي اتهمهم وعقيدتهم بنشر الارهاب في العالم.

الأولوية بالنسبة للرئيس ترامب هي التجارة وتوقيع الصفقات المالية، ثم تأتي بعد ذلك القضايا الأخرى مثل الامن والإرهاب، اما الديمقراطية وحقوق الانسان التي ركز عليها سلفه باراك أوباما، فهي قضايا ثانوية ليس لها أي قيمة.

ترامب الذي قال في اكثر من مناسبة ان “الإسلام يكرهنا”، وكشف قبل 20 عاما من توليه السلطة في حديث مع المذيعة اوبرا وينفري بان اول شيء سيفعله في حال توليه الرئاسة في يوم ما هو “حلب” البقرة الخليجية، والحصول على اكبر قدر من المليارات منها، بر بوعده، وفي اقل من شهرين من دخوله البيت الأبيض، وزار حائط البراق (المبكى) معتمرا القلنصوة اليهودية، ولم يقدم للفلسطينيين أي شيء في زيارته للقدس المحتلة غير التأكيد على كونها العاصمة الأبدية لدول اليهود.
***
عاد ترامب الى واشنطن وقد صّعد من التوترات الطائفية في المنطقة بين طرفي المعادلة المذهبية الإسلامية الأبرز، أي السنّة والشيعة، عندما انحاز الى مذهب ضد الآخر، ليس من منطلق الحرص، وانطلاقا من قناعة حقيقية، وانما انطلاق من الجشع المالي، وخلق اسواقا للسلاح الأمريكي، فبيع السلاح يحتاج الى زبائن وحروب طاحنة، وهذا ما يسعى اليه.

صحيفة “النيويورك تايمز″ الامريكية كشفت يوم امس ان الغارات الامريكية في سورية والعراق أدت الى مقتل 3100 مدني على الأقل منذ الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية - #داعش” عام 2014، بينما تؤكد منظمة “ايرورز″، ومقرها لندن التي تجمع المعلومات عن الضحايا المدنيين، ان الرقم الحقيقي هو ثمانية اضعاف ما تعترف به الإدارة الامريكية، اليس هذا إرهابا أيضا؟ وهل الضحايا لا يستحقون التعاطف والترحم والتعويض أيضا؟

ومن المفارقة ان تحقيقا اجراه الجيش الأمريكي عن مقتل 102 من المدنيين العراقيين اثناء غارة للطائرات الامريكية غرب الموصل في شهر آذار (مارس) الماضي، اكدت ان تنظيم “الدولة - داعش” المسؤول الأول لانه خزن أسلحة في احدى المباني التي قصفتها هذه الغارات.

سبحان الله، من خزّن الأسلحة هو المسؤول، اما من قصف منطقة يوجد فيها مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء فهو بريء من دماء الضحايا، ولا لوم عليه، ولا تثريب.. أي عدالة هذه، واي تحقيق هذا.

تنظيم “الدولة الإسلامية - داعش” تنظيم دموي يتحمل المسؤولية عن قتل آلاف الأبرياء، ومعظم ضحاياه من المسلمين، ولم يقتل عسكريا أمريكيا واحدا، ولكن هذا لا ينفي المسؤولية في القتل والإرهاب عن الأمريكيين وقيادتهم بشقيها السياسي والعسكري، مثلما لا ينفي الدور الأمريكي في توفير الحواضن لنمو هذه التنظيمات والجماعات المتطرفة، وكل ما تقدم عليه من قتل وتدمير، من خلال الغزو والاحتلال، وتدمير أنظمة الحكم، ونشر الفوضى، والدول الفاشلة.
***
ترامب الذي رقص العرضة، ولوح بالسيف، عاد الى واشنطن ليجد اتهامات جديدة لصهره جاريد كوشنر، زوج الحسناء ايفانكا، ومستشاره الأول، بإختراق القانون بسعيه الى إقامة قناة اتصالات سرية مع موسكو قبل واثناء الحملات الانتخابية الرئاسية، واذا صحت هذه الاتهامات وغيرها مثل التربح المالي، فان النتائج ستكون وخيمة على الصهر وعمه.

صديق بريطاني عاد للتو من واشنطن، ومعروف بصلاته بالنخبتين السياسية والثقافية الامريكيتين، اكد لي ان الانطباع الأبرز لدى أصحاب القرار في المؤسسة العميقة الحاكمة يؤكد ان ترامب لن يستمر في البيت الأبيض حتى أعياد الميلاد المقبلة (الكريسماس).

بقاء ترامب العنصري المتهور كارثة على العرب والمسلمين، ورحيله كارثة اكبر، خاصة بالنسبة الى الذين راهنوا عليه، وانفقوا مئات المليارات لكسب رضاه، فماذا نقول عن أناس وضعوا كل بيضهم في سلة رئيس يطالب 48 بالمئة من شعبه برحيله؟

نترك لكم الإجابة؟


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
فيتو في وجه العالم
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد محسن الجوهري
صحوة عالمية بسبب غزة وفرصة لإنجاز "ربيع عربي" ضد عملاء إسرائيل
محمد محسن الجوهري
مقالات ضدّ العدوان
أيوب إدريس
حزب الإصلاح الإخواني ينالُ من الإمام علي !
أيوب إدريس
عبدالله الصعفاني
مواقع التواصل.. غفرانك..!!
عبدالله الصعفاني
محمد أنعم
السعودية تفتعل أزمة لابتلاع قطر
محمد أنعم
زينب عبدالوهاب الشهاري
قِبلة الأحرار
زينب عبدالوهاب الشهاري
حِميَر العزكي
كتب عليكم القتال .. كما كتب عليكم الصيام
حِميَر العزكي
عبدالله علي صبري
الحل الإنساني وصفقة ولد الشيخ ..
عبدالله علي صبري
المزيد