عقود من الحرمان والتهميش تعرض لها أبناء المناطق الساحلية في اليمن، وخَاصَّة الصيادين الذين حرمت مناطقهم من أبسط مقومات الحياة.
فالأمراض تفتك بأبنائها: (ملاريا، وحمى التيفود، وحمى الضنك، وسوء تغذية)، وغيرها من الأمراض الفتاكة، وليس هذا وحسب، فأغلبهم يسكنون في الأكواخ والعشش المبنية من القش وسعف النخيل، رغم أن مناطقهم مناطق خير وأرض طيبة وتكتنز فيها الخيرات، والثروات الهائلة ومنها الثروة السمكية والبحرية، ولكنها تذهب لجيوب النافذين وهوامير البحار ويحرم منها الصياد المظلوم.
ولم تتوقف معاناة الصيادين عند هذا الحد، بل زادت معاناتهم مع بدء الحرب والعدوان على بلادنا في العام 2015م من قبل قوات تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي، فأصبحت المناطق الساحلية وجزرها وَالموانئ ومراكز الإنزال والسفن والقوارب أهدافا عسكرية تتعرض للقصف بشكل شبه يومي من قبل طيران وبوارج العدوّ.
فقتل المئات منهم وجرح الآلاف، وفقد عشرات الآلاف من الصيادين أعمالهم، وحرمت أسرهم من مصدر دخلهم الوحيد، وشرد ونزح مئات الآلاف منهم، وخطف وأسر المئات من الصيادين اليمنيين أثناء ممارستهم لنشاطهم في المياه الإقليمية اليمنية، وعذبوا وسجنوا في سجون العدوّ، والسجون الإرتيرية.
كُلُّ هذا يتعرض له الصيادون اليمنيون في جميع السواحل اليمنية من ميدي وحتى المهرة، بدون استثناء، في ظل صمت وسكوت الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية.
فمتى سينال الصياد اليمني أدنى حقوقه، ويعامل كبقية بني البشر؟!