تابعتُ برنامجَ “قابل للنقاش” الذي يبث عبر قناة اليمن اليوم ويقدمه أحمد الكبسي، كان ضيف الحلقة الشيخ صادق أبو شوارب، عضو مجلس الشورى سمعته وهو يكرّر الأولوية للخبز.
توقفت قليلًا عند كلامه، وهو يحث على ضرورة توفير الخبز للمواطن، وأن المرحلة تتوجب توجيه كُـلّ الطاقات والإمْكَانيات لتوفير الخبز.
شعرت لحظتها بالخوف والقلق، من حدوث مجاعة..!
لكن من خلال متابعة الأخبار والأحداث يتضح لنا أن هناك مؤامرة عالمية تقودها أمريكا ودول القارة العجوز، لاختلاق أعذار لرفع أسعار القمح عالميًّا لتعويض خسارتها من ارتفاع أسعار النفط والغاز، وكذلك تخويف العالم وتحميل روسيا سبب حدوث مجاعة.
ومن خلال ذلك نقدر نقول إن الدول العربية هي أكثر دول العالم تضرراً؛ كونها تعتمد اعتماداً شبه كليّ على القمح المستورد، رغم امتلاكها لمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة الصالحة لزراعة القمح وإطعام سكان الدول العربية، وتصدير كميات كبيرة للعالم.
ونحن في اليمن جزء من هذه الدول ونستورد أكثر من ثلاثة ملايين وثمانمِئة ألف طن سنوياً من القمح والدقيق، ولدينا أرض زراعية شاسعة وخصبة وصالحة لزراعة أجود أنواع القمح، وهذه الكميات التي نستوردها ليس من المستحيل توفيرها وإنتاجها محلياً، بل من الممكن وخلال بضع سنين.
وفي ظل الظرف الحالي وكما قال الشيخ أبو شوارب: الأولوية للخبز، فعلى الجميع التوجّـه نحو زراعة الحبوب والقمح، وأن تتوحد الجهود الرسمية والشعبيّة والقطاع الخاص، عن طريق تخصيص كُـلّ الموارد وإن كانت قليلة لدعم زراعة الحبوب، وعلى المزارعين التوجّـه نحو الزراعة السهلة والزراعة البينية، وذلك من خلال زراعة المساحات بين القات وأشجار الفواكه بالحبوب، وكذلك عدم استنزاف المياه في ري أشجار القات، وأن يكون هناك تغيير في النمط الغذائي وعدم الاعتماد بشكل كلي على القمح والدقيق المستورد، وضرورة التوجّـه نحو الدقيق المركب الذي يحتوي على الشعير والذرة والدخن والذرة الشامية بالإضافة إلى القمح المستورد.
فعلينا عدم التهوين أَو التهويل من حدوث أزمة عالمية، بل يجب أن نستغل الحرب والعدوان والحصار والأخبار عن حدوث أزمة غذائية وأن نزرع أرضنا ومنها الجوف وتهامة وكلّ شبر من الأرض اليمنية، وأن نأكل من خيرات بلادنا، والاعتماد على أنفسنا والتحرّر من الاستعمار الغذائي.