بعد عارض صحي أرهق الجسم ونال من قواه حال دون إستمرار التواصل عبر هذه الزاوية اليومية على صدر صفحات صحيفة الثورة الغراء، ها هو حبل التواصل يعود للعمل وذلك إنطلاقا من المسؤولية والأمانة المنوطة بالكتاب والصحفيين والإعلاميين في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ، حيث نقف اليوم أمام ما يحصل من صراع بين قوى العمالة من تحالف البعران وعلى وجه التحديد الصراع القطري الإماراتي السعودي ، وتسليط الضوء على عملاء وأدوات هذا الصراع داخل الشارع اليمني وإنعكاسات كل ذلك على ملف الأزمة اليمنية في ظل العدوان والحصار .
إتهامات متبادلة ،ومناكفات وتراشقات إعلامية تجاوزت حدود كل ألوان الطيف ، سباق محموم بين وسائل الإعلام السعودية والإماراتية والقطرية على نشر الغسيل الوسخ لكل طرف بإسلوب سوقي وطرح قذر يعكس النفسيات المريضة التي عليها تلكم الأسر الحاكمة في تلكم المستعمرات الأمريكية في الخليج العربي ، سرايا من الكتاب والمحللين السياسيين والحقوقيين والناشطين والناشطات تم الدفع بهم لخوض معترك صراع العملاء ، الجزيرة تهاجم العربية ،والعربية ترد بهجوم أقذع وهات يا فضائح كانت طي الكتمان، أظهرت للعالم حقارة ووضاعة هذا الجنس البشري الخليجي المسمى اليهودي الإنتماء والولاء .
لقد تعارضت المصالح القطرية والسعودية والإماراتية في المنطقة عموما وفي اليمن على وجه الخصوص وبدا واضحا بأن كل طرف يريد أن يكون صاحب النصيب الأوفر من الغنائم والمصالح اليمنية وخصوصا في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي تقع تحت سيطرة سلطة الفار هادي وشرعيته المزعومة والتي باتت تتمثل اليوم في الجماعات الإرهابية من داعش والقاعدة والمليشيات الإخوانجية والسلفية المتطرفة ، الإمارات تبسط نفوذها على سقطرى بعد أن منحت نفسها عقد إستئجار مدته90 عاما عبر الدمية هادي الذي يحاول إرضاء أولياء نعمته من الإماراتيين والسعوديين، وعينها أيضا على عدن والسعودية هي الأخرى عينها على عدن وحضرموت وقطر عينها على غاز بلحاف شبوة ومشاريع توليد الطاقة في عدن ، هذا التعارض في المصالح هو نتاج طبيعي للسياسة الأمريكية الصهيونية التي تعمل على تفكيك هذه الدويلات وتمزيقها وتغيير قياداتها المريضة المأزومة العميلة بقيادات جديدة أكثر عمالة وولاء لها في إطار مخطط مدروس بعناية فائقة .
صراع العملاء الدائر في الخليج له تأثيراته وتبعاته على الملف اليمني من حيث تفعيل نشاط عملاء هذا الصراع في الداخل اليمني كما هو حاصل في عدن وحضرموت حيث يتصارع العملاء نيابة عن أسيادهم على حساب الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي اليمني والوحدة الوطنية ، وكل طرف يريد أن يثبت لأسياده بأنه الأكثر عمالة وإخلاصا لهم وأنه الحلقة الأقوى في معادلة الصراع وموازين القوى على الأرض كمعطيات من شأنها زيادة حجم الدعم الممنوح له من قبلهم ،لذا لا غرابة أن نشاهد تلكم المواقف المتشنجة من قبل بعض اليمنيين العملاء تجاه الأطراف المناهضة لسياسة الطرف الذي يمولهم ويتبعونه والتي تتفوق على الكثير من مواطني هذه الدولة أو تلك .
بالمختصر المفيد صراع العملاء الإماراتيين والسعوديين والقطريين هو مكسب لليمن واليمنيين كونه أماط اللثام عن الوجه القبيح لهذه الكيانات العميلة ، وكشف المستور حول طبيعة تواجدهم في بلادنا وما يمارسونه من أساليب قتل وتعذيب وتنكيل وتهجير وحشية في حق المواطنين اليمنيين المناهضين لمشاريعهم الإستيطانية، كما أنه فضح عملاء هذا الصراع في الداخل اليمني وقضى على أي بصيص أمل بعودتهم إلى رشدهم وتخليهم عن عمالتهم وتآمرهم القذر مع الغازي المحتل ضد وطنهم وشعبهم وهذا هو بيت القصيد وما يهمنا فيما يتعلق بهذا الملف الذي يهدد بإنفراط عقد مجلس التعاون الخليجي والذي يعد نتيجة طبيعة للعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على بلادنا وشعبنا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .