|
“تعز”.. بين المبادرة الإنسانية والابتزاز السياسي
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: سنتين و 4 أشهر و 11 يوماً الثلاثاء 12 يوليو-تموز 2022 07:08 م
يواصل العدوان ومرتزقته ممارسة الابتزاز السياسي تحت يافطة المطالبة بفتح الطرقات في تعز ، فعلى الرغم من مبادرة اللجنة العسكرية الوطنية التي نصت على فتح ثلاث طرق في تعز كمرحلة أولى من باب الحرص على تخفيف معاناة المواطنين في الحالمة تعز ؛ إلا أن قوى العدوان والمرتزقة قابلوا تلكم المبادرة بالرفض وعدم التجاوب معها ، في تأكيد على عدم اكتراثهم بمعاناة المواطنين وعدم حرصهم على فتح الطرقات في تعز ، وأنهم فقط يستخدمون قضية فتح الطرقات من أجل تحقيق مكاسب ميدانية من خلال تركيزهم على طريق الحوبان الواقعة ضمن نقطة التماس بين الجيش واللجان الشعبية ومليشيات العمالة والخيانة والارتزاق .
اللجنة العسكرية الوطنية برئاسة اللواء يحيى الرزامي عادت إلى أرض الوطن بعد أسبوع من المحادثات مع الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمَّان ، حيث غاب وفد المرتزقة عن المحادثات زاعما بأنه لم يتلق أي دعوة للحضور من جانب الأمم المتحدة وهو عذر أقبح من ذنب ، خصوصا أن وفد المرتزقة خلال جولات المفاوضات واللقاءات السابقة لم يظهر أي جدية في تعامله مع ملف الهدنة الأممية خصوصا ما يتعلق بموضوع فتح الطرقات في تعز وبقية المحافظات ، مبرر المرتزقة في عدم حضور جولة المحادثات الأخيرة في عمان لم ترد عليه الأمم المتحدة التي يبدو أنها تلعب على الحبلين وتسعى لإطالة أمد المحادثات والاعتماد على المماطلة والتسويف في تنفيذ مضامين وبنود الهدنة الأممية ،
اللواء الرزامي لطرف أكد في المؤتمر الصحفي في مطار صنعاء عقب عودته من الأردن أن وفد المرتزقة ما يزال يماطل وغير حريص على تحقيق أي تقدم في جانب فتح الطرقات بدليل عدم حضوره جولة المحادثات الأخيرة ، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ما تزال تتقاعس تجاه مبادرة الوفد الوطني المتضمنة فتح 3 طرق كمرحلة أولى ، وإزاء التقاعس الأممي والابتزاز السياسي الذي يمارسه المرتزقة ، جاء القرار الحكيم من قبل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة بفتح الطرق في تعز على مراحل ، دون الحاجة إلى انتظار موافقة المرتزقة وأسيادهم ، حيث أعلن المجلس السياسي الأعلى عن فتح طريق الخمسين الستين من طرف واحد بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، من باب الحرص على تخفيف معاناة المواطنين في تعز .
المعاناة التي يستخدمها المرتزقة شماعة يعلقون عليها آمالهم في تحقيق مكاسب سياسية ، وها هو الحق حصحص ، فإذا كان لدى المرتزقة ذرة إنسانية فعليهم القبول بالمبادرة الوطنية لفتح الطرقات في تعز كمرحلة أولى ولا خسارة عليهم في ذلك ما دام هدفهم تخفيف المعاناة عن أبناء محافظة تعز كما يزعمون ، ولكنهم يبحثون عن فتح طريق الحوبان فقط من أجل استخدامها في شن عمليات عسكرية على مواقع الجيش واللجان الشعبية وممارسة الاعتداءات والجرائم البشعة ضد سكان الحالمة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية ، كما صنعوا في السابق غداة انسحاب الجيش واللجان من بعض الأحياء داخل مدينة تعز .
بالمختصر المفيد: إصرار المرتزقة على عدم التعاطي الإيجابي مع مبادرة الطرف الوطني في فتح طريق الخمسين الستين وبقية الطرق التي شملتها المبادرة، وعدم قيامهم بفتح الطرقات من جانبهم ، وإصرارهم على منع المواطنين من الاستفادة من هذه الطرقات يكشف النوايا الخبيثة التي يضمرها المرتزقة والمخطط الإجرامي الذي يسعون لتنفيذه من خلال فتح طريق الحوبان ، فهم يبحثون فقط عن مصالح ومكاسب سياسية وعسكرية فقط ، وهو الأمر الذي دفع الوفد الوطني لتحميل المرتزقة المسؤولية الكاملة عن أي تصرفات مخلة بدور الطرق التي سيتم فتحها لاعتبارات إنسانية ، سواء بالقيام بأعمال عسكرية عدوانية أو القيام بمضايقة المواطنين ومنعهم من استخدام هذه الطرق للتخفيف من معاناتهم ، والكرة اليوم في ملعب الأمم المتحدة المطالبة بأن تتحلى بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه هدنتها الإنسانية وبنودها ومنها بند فتح الطرقات في تعز وبقية المحافظات، وتعمل على مكاشفة العالم بالطرف الذي يستخدم الملفات الإنسانية لممارسة الابتزاز السياسي وتحقيق المكاسب السياسية والعسكرية ، قبل فوات الأوان .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله. |
|
|