هشام الهبيشان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
هشام الهبيشان
سوريا ماذا عن السنوات العجاف !؟
العرب وفلسطين
إيران المحاصرة … الإنجازات والتحديات
المشروع الصهيو –أمريكي!
اليمن.. وموسم الحلول السياسية
“يوم الأسير الفلسطيني” .. بين الألم والأمل!
إسرائيل وسوريا وإيران… ماذا عن قواعد الاشتباك الجديدة !؟
الأمريكي والهزيمة المدوية في سوريا !؟
يا عرب .. أتنسون خير سوريا عليكم !؟
فلسطين تغلي على صفيح ساخن.. ماذا عن موقف العرب !؟

بحث

  
سوريا 2022 م .. والمرحلة الأصعب من عمر الحرب
بقلم/ هشام الهبيشان
نشر منذ: سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الخميس 25 أغسطس-آب 2022 08:09 م


بالبداية ،لا أعرف بالتحديد ما هي الركيزة الأخلاقية والديمقراطية والسياسية ، التي يرتكز عليها محور العدوان على سوريا عندما يتحدث عن عقبات إحلال السلام الدائم في سوريا ،هل ينسون انهم عقبة دائمة ورئيسية في طريق هذا السلام !؟ ، وهم عندما يتحدثون عن هذه العقبات ،وعن اعتراضهم على المصالحات الداخلية في سوريا ،هل ينسون مفاهيم الديمقراطية العالمية التي يدعون أنهم يتبنونها والواضح أن شريعة الغاب هي من تحكم قواعد سلوكهم في معظم أزمات وملفات العالم وليس في سوريا فقط ، وهنا وبالمحصلة وبحكم حقائق الواقع يبدو أن محور العدوان على سوريا ، بدأ يدرك حقيقة هزيمته في سوريا.
اليوم ،وعند الحديث عن سوريا بعد عقد من الزمن من الحرب عليها ،وبعيداً عن تصريحات محور العدوان على سوريا ،فالمؤكد انه مع العام 2022م وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السوريا، هناك مؤشرات إلى تحسُّن ملحوظ في ما يخصّ الأمن المجتمعي ، رغم حجم المأساة التي لحقت بالسوريين نتيجة الحرب على وطنهم، وفي السياق نفسه، هناك رؤية بدأت تتبلور في أروقة صنع القرارات الدولية حول الملف السوري، وتركّز هذه الرؤية على وجوب تجاوز فرضية إسقاط الدولة في سوريا لأنّ كلّ الوقائع على الأرض أثبتت عدم جدوى هذه الفرضية.
وبالعودة إلى محور العدوان على سوريا ، فالمؤكد أن محور العدوان قد تيقن أنّ سوريا قد تجاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها، ومهما حاولت دول التآمر إعادة الأمور إلى سياقها المرسوم، وفق الخطة المرسومة، فإنها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها، لأنّ حقائق تلك الحرب تكشّفت للجميع، لذلك أقرّت بعض القوى المتآمرة والمنخرطة بالحرب على سوريا بأنه يجب التعامل معها بأسلوب مختلف والانفتاح عليها، لأنها ستكون، بصمودها هذا، محوراً جديداً في المنطقة، وسيحدّد هذا الصمود شكل العالم الجديد.
وهنا لا يمكن لمحور العدوان “أمريكا – فرنسا – بريطانيا – تركيا “بالمطلق ،إنكار حقيقة انهم هم السبب الرئيسي لما جرى في سوريا طيلة عقد من الزمن قد مضى ، مهما حاولوا إلصاق هذه التهم بسوريا الدولة بكيانها السياسي وحلفاء سوريا ، ولقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي كانت تصدّر المرتزقة إلى سوريا تجاوز اثنتان وتسعون دولة، وأنّ هناك غرف عمليات منظمة ضمن بعض المناطق المحاذية لسوريا، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثمّ توريدهم وتسهيل عبورهم من أغلب المنافذ الحدودية، وخصوصاً الحدود التركية، والتي تحدّثت هذه الدراسات عنها بإسهاب، شارحة كيف سمحت تركيا بعبور الآلاف من المرتزقة، لذلك من الطبيعي أن نجد كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل إلى سوريا، بهدف ضرب المنظومة السوريا المعادية للمشروع الصهيو – أمريكي وأدواته، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، خصوصاً المنظومة العقائدية للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف كانت ستتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سوريا، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش، ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.
وبالمحصلة ،ورغم كل ما تم توريده وضخه في سوريا من مرتزقة وعتاد وسلاح “تقدر كلفته مراكز عالمية كبرى بـ “450 مليار دولار “، فقد كان صمود الجيش العربي السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، هو الطريق لانهيار أهداف هذه المنظومة، أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع مكونات الداخل السوري كلّها من قوى شعبية وقياده سياسية، رغم محاولات شيطنته إعلامياً من وسائل الإعلام المتآمرة، إنّ لهذا التماسك والتلاحم للقوى الوطنية في الداخل السوري، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهّمة حقيقة هذه الحرب وطبيعتها، أبعاداً وخلفيات، ومن هنا فقد أجهض هذا التلاحم بين ثلاثية الجيش والشعب والقيادة خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السوريا، وبفعل التضحيات الكبيرة التي قدّمها أبطالها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها.
وهنا نذكر أنّ انتفاضة الجيش العربي السوري السريعة وبدعم من الحلفاء في وجه كلّ النقاط الساخنة، وتمشيطه الكامل للعاصمة دمشق والكثير من مناطق وأرياف حلب وحمص ودرعا والقنيطرة ودير الزور، شكّلا حالة من الإحباط عند أعداء سوريا وأدّيا إلى خلط أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة، فاليوم سقطت يافطة «إسقاط سوريا»، بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية، ،وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهّموا سهولة إسقاط سوريا، وبعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها هذه القوى الطارئة والمتآمرة، بدأت هذه القوى إعادة النظر في استراتيجيتها القائمة والمعلنة تجاه سوريا، ونحن نلاحظ أنّ حجم الضغوط العسكرية في الداخل بدأ بالتلاشي مع انهيار بنية التنظيمات الإرهابية، وخصوصاً بعد إشعال الجيش وقوى المقاومة الشعبية وبدعم من الحليف الروسي معارك تحريرية كبرى وعلى جبهات عدة.
ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة، والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول مقبلة سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع التقسيم، وسيستمرّون في التصدّي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سوريا أنها أسقطت المشروع الصهيو – أمريكي وأدواته وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل قريب جدّاً.

 


كاتب وناشط سياسي – الأردن.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
د.مصطفى يوسف اللداوي
حربٌ إسرائيليةٌ مفتوحةٌ على القدس والضفة الغربية
د.مصطفى يوسف اللداوي
علي ظافر
كيف انعكست المناطقية السياسية على المشهد السياسي في اليمن؟
علي ظافر
د.حمود عبدالله الأهنومي
أكرموا المتفوِّقين ولا تعاقبوهم
د.حمود عبدالله الأهنومي
شارل أبي نادر
كيف حول حزب الله تهديد لبنان إلى فرصة لا تعوض؟
شارل أبي نادر
توفيق هزمل
أنصار الإمام زيد وثورته
توفيق هزمل
مجاهد الصريمي
موجبات النهوض المجتمعي
مجاهد الصريمي
المزيد