علي ظافر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
علي ظافر
صنعاء تشكّل حكومة التغيير والبناء: التحديات والفرص
كيف ستكون ملامح المرحلة؟
"إسرائيل" تعربد والمحور يتوعد: كيف ستكون ملامح المرحلة
اليمن: تجربة ملهمة لفضح الاستراتيجية التجسسية الأميركية
ماذا بعد "أسبوع المفاجآت"؟
من العدوان إلى الطوفان: خيط مشترك و"ثقب أسود"
أميركا تغرق.. و"القادم الأعظم"
بعد فشلها في البحر... واشنطن تحرك الورقة الأخيرة
بين محورين: استراتيجية المقاومة تدخل حلف "إسرائيل" في حالة هستيريا
اليمن يوسّع دائرة الحصار البحري على "إسرائيل"

بحث

  
كيف انعكست المناطقية السياسية على المشهد السياسي في اليمن؟
بقلم/ علي ظافر
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 23 يوماً
الخميس 25 أغسطس-آب 2022 08:29 م


إنّ مهندسي الصراع من خارج الحدود اليمنية أدركوا حقيقة أن هذا الداء التاريخي لا يزال متجذراً ومستفحلاً في العقلية اليمنية.

..

كيف انعكست المناطقية على المشهد السياسي اليمني؟ وكيف استثمرها المحتلون الجدد واستغلّوها لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية وأطماعهم على أنقاض واقع منقسم عمودياً ومتشظٍ أفقياً؟

من يتابع مشهدية الصراع المتنقّل في المحافظات الجنوبية منذ العام 2015 وإلى اليوم، يدرك تماماً أنّ "المناطقية السياسية" لا تزال الحاكمة والمهيمنة على أبجديات الخطاب السياسي والإعلامي لأطراف الصراع، من خلال اجترار تاريخي لمصطلحات القرن الماضي، من قبيل "أصحاب المثلث" و"أصحاب القرية" و"الزمرة" و"الطغمة" و"الانقلابيين"، يُضاف إليها ما يتردّد في المناطق الوسطى من مصطلحات مناطقية بخلفية سياسية، كذلك "أصحاب مطلع" و"أصحاب منزل" و"الهضبة الزيدية"... وتوظيف خارجي مبرمج وغير بريء.

إنّ مهندسي الصراع من خارج الحدود اليمنية أدركوا حقيقة أن هذا الداء التاريخي لا يزال متجذراً ومستفحلاً في العقلية اليمنية، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية والوسطى من اليمن، فعمدوا إلى إعادة إحيائها من جديد بما يخدم مصالحهم، من خلال استثارة أبناء محافظة تعزّ أولاً ضد أصحاب "الهضبة الزيدية"، وتالياً باستثارة شريحة كبيرة من أبناء المحافظات الجنوبية ضد "الشماليين"، حتى بات كثير من أبناء الجنوب يرون في اليمني محتلاً، وفي الأجنبي منقذاً ومخلصاً، رغم احتلاله وإحكام قبضته على جزر ومواقع استراتيجية ومنابع نفطية خارج خريطة الصراع، ورغم ما يتعرّضون له من فائض إهانات لها أول وليس لها آخر على أيدي المحتلّين الأجانب. 

إنَّ ما يجري اليوم من صراع في المحافظات الجنوبية والشرقية يأتي في سياق مشروع إدارة الفوضى، وهي فوضى محكومة بأطر سياسية خارجية لا يمكن للأدوات تجاوزها بما يمسّ المصالح الأجنبية، بدليل أنَّ الأطراف اليمنية تتقاتل أحياناً بميليشيات مناطقية من دون مرتبات، وتتقاتل غالباً بسلاح ومال من جهات إقليمية معلومة تحت عناوين وشعارات مناطقية، فيما القوى الإقليمية والدولية مستمرة في بناء القواعد العسكرية وتثبيت دعائم الهيمنة في المناطق الاستراتيجية، وتُجبى إلى بنوكها عائدات النفط والغاز اليمنيين، وتستأثر بالقرار والثروة. 

من الواضح تماماً أنَّ للعقل البريطاني دوراً محورياً في هندسة الصراع القائم، انطلاقاً من تجربته التاريخية في اليمن من العام 1839 إلى العام 1967، والتي اعتمد فيها استراتيجية "فرّق تسد"، مستغلاً المناطقية من جهة والمذهبية من جهة أخرى، تماماً كما حصل في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وذلك بمنع أيّ تقارب أو توحد بين القوى اليمنية شمالاً وجنوباً، ومنع تحقيق "وحدة اليمن الطبيعية".

وحتى لحظة مغادرته اليمن، أبقى بؤر التوتر والانقسام حاضرة في المشهد، لتأتي قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير على واقع مفخّخ ومنقسم سادته التصفيات بين القبائل الماركسية المناطقية من دثينة والضالع ولحج، وظل الوضع كذلك من 1967 – 1986، لينتهي المشهد بتصفية المكتب السياسي الاشتراكي، وما عُرف بالإخوة الأعداء كلهم رفاق، لكنَّ كلاً منهم يهمّ بتصفية الآخر. 

ينسحب الأمر على تعزّ منذ العام 2015، إذ اجتمع الإخواني والناصري والاشتراكي والسلفي وبعض المحسوبين على المؤتمر تحت شعارات مناطقية لمواجهة صنعاء ورفض وجودها، مع الترحيب بتحالف الاحتلال وتقديم الشكر والثناء له، لنجده اليوم يعمل على تصفية من رفعوا له رايات الشكر والعرفان، ويحلّ بدلاً منهم الأدوات السياسية التقليدية والبالية. وهناك معلومات عن خطة "ب" يتمّ فيها إحلال المحسوبين على مؤتمر الإمارات بدلاً من الإخوان المسلمين "الإصلاح". 

 

* نقلا عن :الميادين نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.حمود عبدالله الأهنومي
أكرموا المتفوِّقين ولا تعاقبوهم
د.حمود عبدالله الأهنومي
عبدالرحمن مراد
اليمن في مفترق الطرق
عبدالرحمن مراد
مجاهد الصريمي
المسلمون في ظل جناية أحبارهم
مجاهد الصريمي
د.مصطفى يوسف اللداوي
حربٌ إسرائيليةٌ مفتوحةٌ على القدس والضفة الغربية
د.مصطفى يوسف اللداوي
هشام الهبيشان
سوريا 2022 م .. والمرحلة الأصعب من عمر الحرب
هشام الهبيشان
شارل أبي نادر
كيف حول حزب الله تهديد لبنان إلى فرصة لا تعوض؟
شارل أبي نادر
المزيد