|
أكرموا المتفوِّقين ولا تعاقبوهم
بقلم/ د.حمود عبدالله الأهنومي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 22 يوماً الجمعة 26 أغسطس-آب 2022 07:34 م
ليس من الحكمة أن يتم استهداف ثانوية عبدالناصر للمتفوقين؛ لأنها أنجبت 20 طالبا مجتهدا حصدوا المراتب الأولى في نتائج الثانوية؛ لأن هذا خُلْفٌ من القول، ولؤم في الطبع، ومجازاة للمحسنين بالإساءة.
يفترض أن نشكر إدارة تلك المدرسة على أنها حافظت على آخر حصون وزارة التربية عند المستوى الممتاز، لا أن نشكك في عملها، ونطالب بإلغائها، ونجعلها مادة للشكوك، ونعمل على إثارة قلق الطلاب.
لماذا علينا أن نحطم الناجحين، ولا نسعى إلى مساعدة المتعثرين؟ هذه طباع عربية لا تنتسب إلى الرقي والحكمة بوجه..
لقد كان من اللائق والطبيعي أن نطالب بتحسين مستوى بقية المدارس الحكومية، لا أن نساهم في تدمير ما بقي من حصونها الجميلة والمبشرة.
لا أستبعد أن هناك جهات معادية للتعليم وللوطن أثارت هذه القضية، ليعمل على هدم معلم هام من معالم اليمن التعليمي المعاصر، لا يزال يذكرنا بالأيام الجميلة، وهناك من انجرّ من الإخوان بدون وعي لتبني تلك الوجهات من النظر.
على كل حال لا زلت أعتقد أن هذه المدرسة يمنية أصيلة تعبر عن الروح اليمنية الواحدة، ومطالعة سريعة لأسماء خريجيها تعطيكم أنها تمثل اليمن جميعا، بمختلف مناطقه، وقبائله، وأسره، وتنوعاته، وهذا ما يجب الحفاظ عليه.
ومن غير المقبول إفراد طلابها باختباراتٍ خاصة بهم؛ ومدرّسوها هم نفس المدرّسين في المدارس الأخرى، وإمكاناتها موجودة عند كثير من المدارس الأهلية الأخرى، بل وأكثر منها.
إن ما تميزت به هذه المدرسة هو إدارتها الحديثة، وبقية باقية من دوافع وحوافز ضميرية تحرِّك مدرسيها الرائعين، وحرصٌ عالٍ من أولياء أمور الطلاب على نجاح أولادهم وتميزهم، وكونها وعاء تعليميا متميزا لأفضل طلاب اليمن، التقوا فيها، وازدادوا تنافسا وخاضوا التحديات بروح وثابة، فهل علينا أن نعمل على تحطيم هذه العوامل المتظافرة حول نجاح اسمه اليمن؟!
على كل حال إذا ابتُليتم بالاستماع لهذه الأقاويل، وقررتم معاقبة هذه المدرسة وطلابها، وفصلهم في اختبارات خاصة، فيجب أن تجعلوهم مع جميع المدارس الأهلية في برنامج اختباري واحد؛ ولتتنافسْ حينئذ هذه المدرسةُ الحكومية مع المدارس الأهلية، لتشابه إمكاناتها ومدرّسيها، هذا ما أراه، وما يجب أن أوصي به من يطلع على مقالي هذا من أصحاب القرار، وما يجب أن نوصله إلى أعلى المستويات.
والله من وراء القصد.. |
|
|