أشعلت فضائيات العدوان الدنيا ضجيجا حول ما أسمته الخلافات والانقسامات بين مكوني أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وتسابقت هذه الأبواق المأجورة نحو تكييف بعض المواقف والآراء الخاصة ببعض العناصر المحسوبة على المؤتمر وأنصار الله على أنها إنعكاس للعلاقات الثنائية والتحالف القائم بين الطرفين في مواجهة العدوان ، حيث أفردت هذه الفضائيات مساحات زمنية من خارطتها البرامجية لاستضافة بعض المهرجين والمعتوهين الذين تطلق عليهم مسمى محللين سياسيين للحديث عن تصدع حلف صالح والحوثي، وقرب انفراط عقده، ويستشهدون على ذلك بسجالات بعض نشطاء الأنصار والمؤتمر والمناكفات التي تشهدها صفحات شبكات التواصل الاجتماعي ، والتي تمثل ظاهرة صحية تكشف عن انفتاح قيادتي الطرفين وعدم تقييدهما لحرية الرأي والتعبير في أوساط أنصارهما حتى في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها الوطن والتي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصف وإيقاف المهاترات والمناكفات الإعلامية،بخلاف ما عليه الحال في دول العدوان التي فرضت القيود على مواطنيها من مشاهدة قناة المسيرة والقنوات اليمنية الوطنية ، وحرمتهم التعبير في شبكات التواصل الاجتماعي بما يخالف توجهاتها العدائية وأصدرت أحكاما بالسجن ودفع غرامات مالية على كل المتعاطفين مع اليمن وقطر .
وبالعودة للحديث عن مزاعم الخلافات بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان والتي كانت قوى العدوان تحتفي بها وتروج لها كان للحكمة اليمانية حضورها اللافت، والذي أصاب قوى العدوان في مقتل، حيث فاجأ رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس صالح الصماد ومعه رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح أبناء قبائل سنحان بزيارتهما المفاجئة لهم والوقوف على الدفعات المتخرجة من دورات إسناد الجبهات من أبناء سنحان ، في رسالة قوية أتت على أباطيل وأراجيف وشائعات وخبابير قوى العدوان وقامت بنسفها لتتبخر أحلامهم في الهواء ليموتوا بغيضهم ويدخلوا في دوامة جديدة بعد أن فشلت كافة المساعي والخطوات التي بذلوها في سبيل شق الصف الوطني وضرب العلاقة بين المؤتمر والأنصار من خلال استثمار المناكفات والتباينات الفردية والعمل على تحميلها ما لا تحتمل وصب الزيت على النار من أجل تهويلها وتدويلها واللعب عليها بعد أن فشلوا عسكريا وإقتصاديا وبعد استنفادهم كافة الحيل والمؤامرات والمخططات التي مارسوها طيلة الفترة الماضية .
بالمختصر المفيد، زيارة الرئيس الصماد والزعيم صالح جاءت في وقتها وهي تحمل الكثير من الدلالات وتبعث الكثير من الرسائل، فهي قطعت الطريق أمام الانتهازيين والطفيليين وخفيفي العقول من مراهقي الداخل الذين لم يدركوا خطورة الدس المتبادل والمناكفات الخرقاء التي تخدم أعداء الوطن ووجهت لهم رسالة مفادها أنهم ومهما عملوا لا يشكلون أي رقم ولا وزن ولا تأثير لخزعبلاتهم على وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية، ووجهت رسائل عدة لقوى العدوان أهمها أن القوى الوطنية موحدة ومتماسكة مهما حصل ولا يمكن أن تنال هرطقاتهم ومؤمراتهم من وحدتها وتماسكها، فالجامع للقوى الوطنية هو التصدي للعدوان والدفاع عن الوطن ولا يمكن التفريط أو المساومة على ذلك وستظل الجبهة الوطنية صامدة وموحدة ومتماسكة مهما أرجف المرجفون وتقوّل المتقولون.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.