جاءت الثورة السبتمبرية تتويجاً لتضحيات جسيمة بذلها الشعب اليمني الثائر بقيام ثورة تصحيح وطنية شاملة أشعلت ثورة الشعب السبتمبري وأطاحت بجلاوزة الفساد والإجرام الذي ظل ينهب ويسرق ثروات ثورتي أُكتوبر وسبتمبر وقضت على رأس هرم البغي والإجرام المتمثل بـعلي محسن وآل الأحمر وكلّ مفسدي النظام الذين أوصلتهم المبادرة الخليجية إلى سُدّة الحكم.
وبفضل الله وبفضل تضحيات الثوار والقوى الثورية استطاعت أن تسجل اسمها بأحرف من نور يماني سطع اسمه في سماء الحريّة والإباء الإنساني.
استطاعت ثورة 21 سبتمبر الخالدة أن تقضيَ على عتاولة الإجرام ومعاول الهدم والذين كانوا يحولون بين تطوير اليمن في كُـلّ المجالات فظلوا ينهبوا ثروات الشعب وجعلوه يعاني الحرمان لعدّة قرون من الاضطهاد والتجويع والترهيب.
ما يميز هذه الثورة السبتمبرية هو مصداقيةُ وأحقية الشعب بثورته وأهدافه المرسومة والتي أعلنت قبل انطلاقتها الحقيقية إبّان التصعيد الثوري ومنها تحرير القرار والسيادة اليمنية.
ورغم الجراح والمنعطفات التاريخية التي رافقت مسيرة الثورة والذي كان التخطيط الغربي والخليجي عاملاً يسعى للقضاء عليها شأنها كـثورة 2011 م التي أُجهضت قبل حملها سعت قوى محلية قبلية وسياسية وعسكرية إقليمية وعربية وغربية وأمريكية للقضاء عليها وعرقلة مسيرتها الثورية فعجزت تلك القوى وظلّ الثوار يشقون طريق مسيرة التحرّر من التبعية والوصاية ولم ترتبط بأية جهة بعينها ولم تتبع فئة بحد ذاتها وإنما كانت وما تزال ثورة شعب بأكمله.
وفعلاً بدأت ملامح نجاح أهدافها تتحقّق على أرض الواقع وفي خضم الاتّفاقيات السياسية والاستقالة من بعض أعضاء حكومة باسندوة التي لبّت مطالب الثورة بعد أن سفكت الدماء وأزهقت الأرواح.
وحينما كانت اليمن على موعد الحرية والاستقلال والتحرّر من التبعية الأمريكية والوصاية السعوديّة إثر اتّفاق السلم والشراكة كان لحزب الإخوان المسلمين المتطرف حضوراً معارضاً ومعرقلاً؛ كونه رافضاً للتحرّر من التبعية والوصاية وعلى خُطى الغدر والخيانة الوطنية والإقليمية تسارع مملكة العدوان السعوديّ إلى الدفاع عن مؤامراتها وخططها الشيطانية بحق اليمن الواحد وشنّت عدوان غاشم؛ بهَدفِ وأد ثورة 21 سبتمبر والتي ما تزال تسير في دربها النضالي والثوري متحدية عالم النفاق والارتزاق وعملائه.
ونحن إذ نحتفلُ فرحاً بالذكرى الثامنة للثورة ما زالت اليمن تعيش تحت نيران العدوان السعوديّ المتصهين عربياً وأمريكياً لكننا سنواصل درب الصمود والجهاد بثبات إيمَـاني وجهادي وبعد ثمان سنوات من العدوان فما تزال الثورة مُستمرّة وما زال الثوار في أوجّ عطائهم في كُـلّ الميادين العسكرية والسياسية وكذا الاقتصادية.
بعزيمة لا تُقهر وإرادَة لا تُكسر وبثقة من الله جل في علاه ها هو الشعب اليمني صامداً حراً أبياً رافعاً هامته إلى السماء يقاتل دفاعاً ويقاتل شرفاً وجهاداً في سبيل الله ومن أجل الله وفي الله ونصرة لدين الله وعقيدة شعب وهُــوِيَّة وطن وسيادة اليمن.
الثورة مُستمرّة حتى قيام الساعة ومهما كانت تبعات العدوان لن نيأس ولن تعيقنا من تحقيق أهدافنا وسنواصل دربنا الثوري والجهادي في جبهات القتال الوطني داخلياً وخارجياً متوكلين على الله ناصراً ومعيناً.
وسيجني العدوّ في أرضه ما زرعه في اليمن من خراب ودمار وسفك للدماء والعاقبة بعون الله للمتقين وللشعب اليمني المؤمن الصابر ولثورته السبتمبرية الخالدة.