عبدالمجيد التركي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالمجيد التركي
عن البردوني و«مهرجان أبي تمام»
شهداء الفجر
الرد الإيراني
صديقة «إسرائيل»
العدو الهش
تهمة المعرفة
عن الشعر الحميني
شياطين رمضان
شهر مبارك
غراب قابيل

بحث

  
البردوني والمولد النبوي
بقلم/ عبدالمجيد التركي
نشر منذ: سنتين و شهر و 13 يوماً
الأربعاء 12 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:34 م


احتفلت اليمن بالمولد النبوي الشريف، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام. فظهر من يؤكد وجوب الاحتفال، وظهر أيضاً من يطلق الفتاوى بتحريم هذه الاحتفالات التي هي أقرب إلى البدعة منها إلى اتباع السنة، مع أن السنة لا علاقة لها بالمولد النبوي، لأنها مناسبة احتفالية وفاءً وامتناناً للنبي الأكرم، الذي لولاه ما عرفنا النور والرحمة والهدى.
ماذا عسى المرء أن يقول عن محمد بن عبدالله، وهو فوق كل قول، وفوق قدرة الأبجدية على مديحه واستيعاب شخصيته؟! أما محاسنه فسيكون الحديث عنها شبيهاً بمحاولة إثبات ضوء الشمس. فمتى احتاج سيد الأولين والآخرين إلى دليل على واحديته وكماله واكتماله؟!
تذكرتُ قصيدة البردوني -رحمه الله- التي كتبها في الستينيات، وكأنه كان يستقرئ الوضع الذي وصلنا إليه، أو أنه كان يرى استمراره إلى ما لا نهاية. كانت الثورة حاضرة في قصيدة البردوني النبوية، وكانت عدن والسماسرة والجنوب حاضرة أيضاً في هذه القصيدة التي كانت أشبه بشكوى إلى النبي مما نعيشه...
يقول البردوني:
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي
تئنُّ مـــا بين سفَّــــاحٍ وسمســــارِ
يشدُّها قيد سجّانٍ وينهشها
سوطٌ، ويحدو خطاها صوت خمَّارِ
تعطي القياد وزيراً وهو متَّجرٌ
بجوعها، فهو فيها البايع الشاري
فكيف لانت لجلَّاد الحمى عدنٌ؟!
وكيف ساس حماها غدرُ فُجَّارِ؟!
وقادها زعماءٌ لا يبرُّهمُ
فعـــلٌ، وأقوالهـــم أقــوالُ أبرارِ
أشباه ناس وخيرات البلاد لهم
يا للرجــــال! وشعـــبٌ جائـــعٌ عارِ
أشباه ناس دنانير البلاد لهم
ووزنهـــم لا يســاوي ربـــع دينــارِ
ترى شخوصهمُ رسميّة، وترى
أطماعهم في الحمى أطماع تجّارِ
أكاد أسخر منهم ثم تضحكني
دعواهمُ أنهم أصحاب أفكارِ!
رحم الله البردوني، هذا الرجل الذي كان يرى ما لا يراه المبصرون، رغم فقدانه نعمة البصر. فما جدوى البصر دون بصيرة؟! وما جدوى البصر الذي يغضُّه أصحابه تجاه وطن يتهاوى دون أن يلتفت له أحد؟!
البردوني، هذا "الرائي في الزمن الأعمى"، كان يخبرنا بالنتائج قبل حدوثها، وهو يوقن أن لنا عيوناً لا نبصر بها.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
نبي الله سليمان نموذج ملهم لعباد الله الشاكرين
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
من يستبدل نعمة الله يعرض نفسه للعقوبة العظيمة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
ثورة 14 أكتوبر المجيدة والمستعمرون الجدد
الجبهة الثقافية
جميل الكامل
سائق الحفلة ...
جميل الكامل
الجبهة الثقافية
من يعظم نعمة الله فإنه سيتولى الله دون غيره
الجبهة الثقافية
يحيى اليازلي
واحدية هنا أو هناك في قصيدة «ولكن بيتي معي» لابتسام المتوكل
يحيى اليازلي
المزيد