حركة «طالبان» تغلق أبواب الجامعات، وقبلها المدارس الثانوية، أمام الفتيات الأفغانيات.. بينما أمريكا والغرب الذين لا يكفون عن التجمل بمزعوم (محاربة الإرهاب والتطرف)، يدعمون الحركة الوهابية «المتطرفة» الحاكمة، ويعقدون الصفقات السرية والعلنية معها، وبالطبع لاينبسون ببنت شفة إزاء سياساتها وممارساتها الساحقة لحقوق وحريات الأفغان (والمرأة في صدارة ضحايا هذا النهج الطالباني المشبوه والمشوِّه للإسلام) ..عدا بعض التصريحات المنافقة المضلِّلة، ذراً للرماد في العيون..!!
هذا هو الوجه الظلامي الحقيقي للغرب المستكبر العدواني العنصري الكاذب في كل دعاوى التحضر والتمدن والذب عن حقوق المرأة والطفل والإنسان عموما..والذي يستميت في السياسات الوقحة الضاغطة لترويج الشذوذ الجنسي الذي يسميه تلطيفا للقبح وتحريفا «المثلية» !، وفرضِ ثقافة التفلت من كل الضوابط القيمية والأخلاقية على الشعوب الأخرى، متذرعا بتلك الدعاوى الساقطة والشعارات الفارغة..!
الشعب الأفغاني المنكوب ب«طالبان» والمجاعة الطاحنة جراء اليد الأمريكية الغربية الطليقة في مقدراته وثرواته وقراره السياسي.. يعاني الموت البطيء تحت رحى هذه الأوضاع، وأُسرُه تواجه التحديات المعيشية المتفاقمة، متكبدةً الأثمان الباهظة من كرامتها وحقها المهدور في العيش الكريم، حيث تسبب منع الفتيات من حقهن في التعليم في دفع تلك الأُسر إلى تزويج حتى فتياتها القاصرات نتيجة العجز عن تأمين الحد الأدنى من الاستحقاقات المعيشية الملحة والضرورية.. وأمريكا تكافئ «طالبان» بالمليارات من المساعدات نظير خدماتها التي شملت إطلاق أمريكيين محتجزين لديها! ونتذكر كيف ترك الأمريكيون، إبان انسحابهم «الملغَّز»! من أفغانستان، بعد سيطرة طالبان على الحكم، قبل نحو عامين، عشراتِ الطائرات المقاتلة والمروحية، وماتُقدَّر أثمانه بالمليارات من الأسلحة النوعية والثقيلة والدفاعات الجوية، في ماعده محللون ومراقبون حينها «دعما مبطناً» لطالبان وإعدادا وتهيئة لها، لكي تقوم بأدوار مشبوهة مؤذية ومزعزعة لاستقرار إيران، عن طريق الجماعات التكفيرية الوهابية الوظيفية، وغيرها من الأدوات والأساليب الشيطانية المختلفة..!
هذه هي أمريكا، وهذا هو الغرب العدواني العنصري، الذي تخلى عن النظام الأفغاني العميل السابق (أشرف غني وقبْله كرزاي..)، بكل بساطة، رغم خدماته الجليلة لأسياده هؤلاء، الذين حولوا تعويلهم في الحصول على الخدمات المطلوبة في المرحلة الراهنة من التآمر على شعوب وبلدان منطقتنا.. إلى العميل الجديد (طالبان)..