السلام في اليمن لن يتحقق إلا بوقف العدوان كلياً ورفع الحصار. ولا يمكن لأمريكا أبداً أن تتعاطى مع الملف اليمني، بخلاف تعاطيها مع الملف الأوكراني. فكما أن السلام الغربي مقرون بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، بحسب حديث واشنطن وتصريحاتها بلسان حليفتها كييف، فإن السلام العربي والإقليمي أيضاً وحتى الدولي، مقرون بانسحاب القوات الأجنبية من اليمن، ووقف العدوان كلياً ورفع الحصار.
على أن الأمر في اليمن يتعدى مسألة صرف مرتبات الموظفين، إلى قصة شعب يتطلع إلى نيل كامل سيادته. فلا مطارات مغلقة ولا موانئ، ولا سفن عرضة للتفتيش في عرض البحر. وإبقاء الحال في اليمن على ما هو عليه ليس بالأمر اليسير على دول تحالف العدوان إذا ما واصلت تعنتها ومماطلتها وتسويفها. لذا يتوجب عليها مراجعة حساباتها وسرعة الاختيار بين أن تخضع للمنطق الأمريكي، وهذا بلا شك سوف يكلفها الكثير من أمنها واستقرارها، أو أن تنصت إلى المنطق اليمني، منطق الجغرافيا والتاريخ، المنطق السائد والغالب في نهاية المطاف.
فقد ختم الوفد العُماني زيارته إلى صنعاء، بعد أن توجها بلقاء قائد الثورة (حفظه الله) ضمن لقاءات قدمت كامل التصورات والأفكار المطروحة في المفاوضات واللقاءات، والكرة اليوم في ملعب دول العدوان، وما عليها إلا أن تسارع لتقف موقفاً عملياً يكون من شأنه تلبية كامل الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني، وعلى رأسها صرف مرتبات الموظفين.
ولتعلم أن موقفنا المنقول عبر الوفد العُماني الشقيق، مقرون بتحذير قائد الثورة الواضح والصريح، بأن أي إجراء اقتصادي أو غيره من قِبل دول تحالف العدوان يستهدف الشعب اليمني، فسوف يتكفل وحده بقلب الطاولة رأساً على عقب، وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، فصنعاء اعتبرت نفسها في حِلّ من أي التزام بخصوص وقف إطلاق النار، منذ اليوم الأول بعد انتهاء الهدنة الأممية المؤقتة، وإنما كانت تترقب الجهود المشكورة من الإخوة الأشقاء في سلطنة عُمان، وإلا فإن القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية في كامل الجهوزية وعلى أهبة الاستعداد، وقد فرضت قواعد اشتباك جديدة، ينبغي على تحالف العدوان أن يدركها جيداً ويستوعبها.
* نقلا عن : لا ميديا