طوال حياتي وأنا أعرف أن العروس تكون دائماً في أبهى صورها، وهذا لا يعني أن تمتلك وجهاً جميلاً أو ملامح فاتنة بالضرورة، لكن الاهتمام الكبير الذي تحظى به الفتاة بصفتها "عروساً" يجعلها ذات منظر جميل.
وأعتقد أن الاهتمام بمظهر "العروس" والحرص على إبداء جمالها هي عادة تتفق عليها كل شعوب العالم، من اليمن إلى المكسيك ومن مصر إلى اليونان، حتى أصبح الفستان الأبيض مرتبطاً بالعروس ارتباطاً مباشراً وفي مختلف الدول والثقافات.
هيا بالله عليكم.. أخبروني ما هو الذنب الذي اقترفته "عروس البحر الأحمر" ليتم إهمالها بهذه الطريقة من قبل الأنظمة السابقة والحالية؟...
ولماذا نسمي محافظة الحديدة “عروساً” بينما لا نعاملها معاملة العروس؟
سافرت قبل أيام إلى مدينة الحديدة، وشعرت بالأسى والحزن لحالها.
مياه المجاري تغمر الشوارع بشكل كارثي، والرائحة الكريهة تفوح على مدار الساعة، لدرجة أنك لا تستطيع الجلوس والاستمتاع بمنظر البحر، خصوصاً في الكورنيش.
كنت أتهرب من الخروج إلى الشارع بسبب الوضع المزري هناك، وكأنني سافرت إلى الحديدة للمكوث داخل جدران الفندق.
كم هو شيء مؤلم، عندما يعطينا الله جوهرة ثمينة كمحافظة الحديدة، ونحن نراها بذلك الحال المؤسف.
البنية التحتية صفر على الشمال، والمشاريع الاستثمارية والسياحية لا وجود لها، باستثناء بعض الفنادق التي تحمي نزلاءها من رائحة المجاري.
والمؤلم في الأمر أيها الأعزاء.. أن محافظة الحديدة قادرة على النهوض بنفسها دون الحاجة لدعم أحد، فلديها الموانئ والجزر والثروة السمكية والزراعية والسياحية، وفيها كل مقومات الجمال والإمكانات الاقتصادية. ولكن للأسف أين الحكومة التي تتقي الله فيها، وتوليها ما تستحقه من الاهتمام والعمل؟
طبعاً، المتسبب الأول في جعل الحديدة بذلك الشكل هو الصريع عفاش ونظامه البائد، أولئك الذين نهشوا من لحم أبناء تهامة طوال عقود.
هم من أهملوا الحديدة في المقام الأول، وذهبوا لبناء استثمارات ضخمة في دبي وأبوظبي وغيرهما.
وحالياً لا نرى أي مؤشرات إيجابية من حكومتنا الموقرة، في ما يخص مدينة الحديدة.
رحمة الله على الشهيد الصماد.. الرئيس الوحيد الذي أنصف عروس البحر الأحمر وأبناءها، وطرح الرؤية الحقيقية للارتقاء بمدينة الحديدة على مختلف المستويات، ثم اغتالته غارات العدوان ليبقى مشروعه النهضوي الحقيقي كلاماً يردده المسؤولون، ويتغنى به الوزراء.
* نقلا عن : لا ميديا