هٰاهُنا مسراك يلغي وحشتي
وصدى نجواك، يَغلي في اعتقادي
يابن أرضي لم تغب عن صدرها
بل تحولّتَ جذوراً لامتدادي
عندك النومُ الطفولي، وأنا
لي زغاريدُ الصواريخ الشوادي
أدَّعي الحشد أمام المعتدي
ثم يعدو فوق أنقاض احتشادي
وبرغمي يصبح الغازي أخي
بعدما أضحى أخي أعدى الأعادي
كيف أمحو كلَّ هذا؟ دُلَّني
لاتقل - أرجوك - دعني وانفرادي
موطني ينأى ويدنو غيرُهُ
زمناً كان هنا حامٍ وفادي
لا انثنى الماضي، ولا الآتي دنا
مَن تُرى بينهما أُعطي قيادي؟
ياصديقي أسفر اليوم الذي
كان يخفى، وتراه نصفَ بادي
كنت تنبي عن حشا الغيب كما
كان ينبي ذلك (القَسُّ الإ يادي)
بعد أن متَّ، مضى الموت الذي
كان عادِيّاً ووافى غيرُ عادي
ذلك الموت الذي لاقيتَهُ
مات يوماً، وابتدا القتل الإِبادي
ومدى الرعبِ الذي تذكرهُ
عدّد الأشواط، غالى في التمادي
ذلك السهل الذي تعرفُهُ
بات سجناً لصْقُهُ سجنٌ ونادي
ربما تسألني عن ( ماربٍ)
وانبعاث (السد) و(الشيك الزيادي)
ذكرياتُ (السَّد) آلت طبخةً
ثم عادت ناقةً مِن غير حادي
و(أبي هادي) أتدري لم يعد
أعزباً، قد زوَّجوهُ (أُم هادي)
والسكاكينُ الشتائياتُ كم
قلن لي: يانحسُ جمَّرت ابترادي
أَلشظايا تحت جلدي، والكرى
خنجرٌ بين و سادي واتسادي
أنت عند القبر ساهٍ، وأنا
أحمل الأجداث طُرّاً في فؤادي
أتُراني لم أجرِّب جيداً
صادروا خطوي، وآفاقَ ارتيادي
أنت غافٍ بين نوميْن، أنا
بين نابَيْ حيَّةٍ، وحشٌ رقادي
متَّ يوماً ياصديقي، وأنا
كلَّ يومٍ والردى شربي وزادي
أنت في قبرٍ وحيدٍ هادىءٍ
أنا في قبريْن : جلدي وبلادي
#عبدالله_البردوني
(ترجمة رملية..لأعراس الغبار)
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين