توغلت الثقافات المغلوطة بين المجتمعات المسلمة، لتكون النتيجة هي تغييب مفتعل لتلك المرأة الطاهرة التي اصطفاها الله تعالى كقُدوةٍ وأسوةٍ حسنة للنساء في العالمين، لتؤدي مهمة دينية عظيمة، ولتكون هي الحاملة لنسل النبي محمد -صلوات الله عليه وآله-، والمحافظة على ما جاء به من الحق إلى العالمين، لكن تلك القُدوة قد غيبت بشكلٍ مجمل في المجتمعات المسلمة، ليحل الباطل في الفراغ الذي تركته تلك الثقافات الغربية.
مثلت الثقافات المغلوطة حاجزاً ما بين الشخص المسلم وربه، وجسدت واقعاً مؤلماً عايشته المجتمعات المسلمة تمثل في انحرافاتٍ خطيرة أوصلت الأُمَّــة الإسلامية إلى الشتات والضياع والانحلال الأخلاقي، والبعد عن الله تعالى، والتقرب من الشيطان الرجيم والغوص في محيط فساده، حتى تنصلت تلك المجتمعات عن تلك المسؤولية التي فرضها الله تعالى.
لذلك، فقد وصلت المرأة المسلمة إلى مرحلةٍ من الضياع للكرامة وشتات كامل للأسرة، والبحث عن أسوة وقُدوة في شخصيات هي في حقيقة الأمر تمثل حرباً ناعمة شاملة على المسلمين، فرضتها تلك الثقافات المغلوطة بطرقٍ مختلفة مرئية ومسموعة حقّقت أجندات دول الاستكبار واستهدفت المرأة المسلمة بشكلٍ رئيسي، حتى تتمكّن من وتين الأُمَّــة الإسلامية، حَيثُ والمرأة المسلمة تمثل المجتمع المسلم في تحَرّكاتها وأخلاقها وتوجّـهها السياسي والديني.
كانت الزهراء -سلام الله عليها- وما زالت حاضرة في وجدان المرأة المسلمة التي ما زالت متمسكة بأخلاق الدين، حتى أن الأحداث الأخيرة كشفت حقيقة التوجّـه الثقافي لقوى الاستكبار في المنطقة في حربهم الناعمة والباردة التي باتت مفضوحة للعالم، فقد عادت المرأة المسلمة إلى التمعن في نهج الزهراء وواقعها والتحَرّك بما جاء به الأنبياء من الحق، فأصبح منهج الجهاد والتضحية، والبذل والعطاء، والعفة والحياء، هو المنهج الرئيسي التي تتحَرّك به النساء المسلمات خَاصَّةً في دول محور المقاومة، واللاتي انتصرن على ما جاء به أعداء الأُمَّــة وأصبحن مدرسة في الوعي والإيمان والارتباط بالله تعالى.
ختاماً: كانت الثقافات الغربية الباطلة حاضرة منذ زمن قديم، لكنها بدأت تتلاشى ما بين الفينة والأُخرى، لتكون الزهراء -عليها السلام- هي القُدوة والأسوة للمرأة المسلمة، وما تشهده الساحة الإسلامية من تضحياتٍ وانتصارات، ليست إلا ثمرةً من ثمار الوعي والارتباط بآل البيت -عليهم السلام-، لتفشل المخطّطات الشيطانية أخيراً والتي أرادت الانحراف للشباب المسلم، واحتلال البلدان المسلمة ثقافيًّا ومن ثم عسكريًّا.